راعها منهُ صَمتُهُ ووجُومُهُ
وشَجاها شُحُوبُهُ وسُهومُهْ
فأَمَرَّتْ كَفًّا على شُعْرهِ العا
ري برفقٍ كأَنَّها ستُنِيمُهْ
وأَطَلَّتْ بوجهِها الباسِمِ الحلْ
وِ على خدِّه وقالتُ تَلُومُهْ
أَيُّها الطَّائرُ الكئيبُ تَغَرَّدْ
إنَّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ
وأَجبْني فَدَتْكَ نفسيَ ماذا
أَمُصَابٌ أَمْ ذاك أَمرٌ ترومُهْ
بل هو الفنُّ واكتئابهُ والفنَّ
ان جمٌّ أَحزانُهُ وهُمُومُهْ
أَبداً يحملُ الوُجُودَ بما في
هِ كأَنْ لَيْسَ للوجودِ زعيمُهْ
خلِّ عبءَ الحَيَاةِ عنكَ وَهَيَّا
بمحيًّا كالصُّبحِ طَلْقٍ أَديمُهْ
فكَثيرٌ عليكَ أن تحمِلَ الدُّن
يا وتمشي بوقْرِها لا تَريمُهْ
والوُجُودُ العظيم أُقْعِدَ في الما
ضي وما أَنْتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ
وامش في روضَةِ الشَّبابِ طَروباً
فحواليكَ وردُهُ وَكُرومُهْ
واتلُ للحبِّ والحَيَاةِ أَغاني
كَ وخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ
واحتضنِّي فإنَّني لكَ حتَّى
يتوارى هذا الدُّجى ونجومُهْ
ودَعِ الحُبَّ يُنْشِدُ الشِّعر للَّي
لِ فكم يُسكِرُ الظَّلامُ رَنِيمُهْ
واقطفِ الوردَ من خدودي وجيدي
ونُهودي وافْعَلْ بهِ مَا تَرُومُهْ
إنَّ للبيتِ لهوَهُ النَّاعمَ الحلوَ
وللكونِ حربُهُ وهُمومُهْ
وارتشفْ من فمي الأَناشيدَ سَكرَى
فالهوى ساحرُ الدَّلالِ وَسيمُهْ
وانسَ فيَّ الحَيَاةَ فالعمرُ قفرٌ
مرعبٌ إنْ ذَوَى وجَفَّ نَعيمُهْ
وارْمِ للَّيلِ والضَّبابِ بعيداً
فَنَّكَ العابسَ الكثيرَ وُجومُهْ
فالهوى والشَّبابُ والمرحُ المع
سولُ تشدو أَفنانهُ ونَسِيمُهْ
هي فنُّ الحَيَاةِ يا شاعري الفنَّا
نَ بلْ لُبُّ فنِّها وصَمِيمُهْ
تِلْكَ يا فيلسوفُ فلسفَةُ الكوْ
نِ وَوَحْيُ الوُجُودِ هذا قَديمُهْ
وهْي إنجيليَ الجَميلُ فصدِّقْ
هُ وإلاَّ فلِلغرامِ جَحِيمُهْ
فرماها بنظرةٍ غَشِيَتْها
سَكْرَةُ الحبِّ والأَسى وغيومُهْ
وتلاها ببَسْمَةٍ رَشَفَتْها
منهُ سَكْرانَةُ الشَّبابِ رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشِّفاهُ وغنَّتْ
قُبَلٌ أَجْفَلَتْ لديها همومُهْ
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ ضَا
ءَتْ مَسَرَّاتُهُ وغنَّتْ نجومُهْ
ليلةٌ أسبلَ الغرامُ عليها
سِحْرَهُ النَّاعمَ الطَّرِيرَ نعيمُهْ
وتَغَنَّى في ظلِّها الفَرَحُ الَّلا
هي فَجَفَّ الأَسى وخَرَّ هَشِيمُهْ
أغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفَةَ الأَح
زانِ في بحرها فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأةِ الجميلَةِ سِحْراً
عبقريًّا يُذكِي الأَسى ويُنيمُهْ