كَشَفتَ عَنِ الأَبصارِ كُلَّ عَشاً بِها
وَكُلُّ قَضاءٍ جائِرٍ أَنتَ عادِلُه
وَقَد عَلِمَ الظُلمُ الَّذي سَلَّ سَيفَهُ
عَلى الناسِ بِالعُدوانِ أَنَّكَ قاتِلُه
وَلَيسَ بِمُحيِي الناسِ مَن لَيسَ قاضِياً
بِحَقٍّ وَلَم يُبسَط عَلى الناسِ نايِلُه
فَأَصبَحَ صُلبُ الدينِ بَعدَ اِلتِوائِهِ
عَلى الناسِ بِالمَهدِيِّ قَوَّمَ مايِلُه
حَمَلتَ الَّذي لَم تَحمِلَ الأَرضُ وَالَّتي
عَلَيها فَأَدَّيتَ الَّذي أَنتَ حامِلُه
إِلى اللَهِ مِن حَملِ الأَمانَةِ بَعدَما
أُضيعَت وَغالَ الدينَ عَنّا غَوايِلُه
جَعَلتَ مَكانَ الجَورِ في الأَرضِ مِثلَهُ
مِنَ العَدلِ إِذ صارَت إِلَيكَ مَحاصِلُه
وَما قُمتَ حَتّى اِستَسلَمَ الناسُ وَاِلتَقى
عَلَيهِم فَمُ الدَهرِ العَضوضِ بَوازِلُه
وَحَتّى رَأَوا مَن يَعبُدُ النارَ آمِناً
لَهُ جارُهُ وَالبَيتَ قَد خافَ داخِلُه
فَأَضحَوا بِإِذنِ اللَهِ بَعدَ سَقامِهِم
كَذي النَتفِ عادَت بَعدَ ذاكَ نَواصِلُه
رَأَيتُ اِبنَ ذُبيانٍ يَزيدَ رَمى بِهِ
إِلى الشَأمِ يَومَ العَنزِ وَاللَهُ شاغِلُه
بِعَذراءَ لَم تَنكِح حَليلاً وَمَن تَلِج
ذِراعَيهِ تَخذُل ساعِدَيهِ أَنامِلُه
وَثِقتُ لَهُ بِالخِزيِ لَمّا رَأَيتُهُ
عَلى البَغلِ مَعدولاً ثِقالاً فَرازِلُه