طَرَقَت نَوارُ وَدونَ مَطرَقِها
جَذبُ البُرى لِنَواحِلٍ صُعرِ
وَرَواحُ مُعصِفَةٍ وَغَدوَتُها
شَهراً تُواصِلُهُ إِلى شَهرِ
أَدنى مَنازِلِها لِطالِبِها
خِمسُ المُؤَوِّبِ لِلقَطا الكُدرِ
وَإِذا أَنامُ أَلَمَّ طائِفُها
حَتّى يُنَبِّهَ أَعيُنَ السَفرِ
إِنّي يُهَيِّجُني إِذا ذُكِرَت
ريحُ الجَنوبِ لَها عَلى الذِكرِ
وَكَأَنَّما اِلتَبَسَت بِأَرحُلِنا
بَعدَ المَنامِ ذَكِيَّةُ التَجرِ
وَكَأَنَّ ذُرَّعَها بِأَرحُلِنا
يُرقِلنَ مِثلَ نَعائِمٍ زُعرِ
أَو عانَةٍ يَبِسَت مَراتِعُها
خَبَطَت سَفا القُريانِ وَالظَهرِ
وَكَأَنَّ حَيّاتٍ مُعَلَّقَةً
تَثني أَزِمَّتَها إِلى الصُفرِ
لِلعَوهَجِيَّةِ مِن نَجائِبِها
وَالداعِرِيِّ لِأَفحُلٍ صُحرِ
وَإِلى سُلَيمانَ الَّذي سَكَنَت
أَروى الهِضابِ بِهِ مِنَ الذُعرِ
وَتَراجَعَ الطُرَداءُ إِذ وَثِقوا
بِالأَمنِ مِن رَتبيلَ وَالشَحرِ
أَو كُلِّ دايِرَةٍ كَأَنَّ بِها
قاراً وَلَيسَ سَفينُها يَجري
أَو كُلِّ صادِقَةٍ إِذا طُلِبَت
مِن دونِها الريحُ الَّتي تُذري