وَحَلَّت بِدَهناها تَميمٌ وَأَلجَأَت
إِلى ريفِ بَرنِيٍّ كَثيرٍ تَمائِرُه
كَأَنَّهُمُ لِلمُبتَغي الزادِ عِندَهُم
بَخاتِيُّ جَمّالٍ ضَمورٍ قَياسِرُه
وَلَو لَم تَكُن عَبسٌ تُقاتِلُ مَسَّها
مِنَ الجوعِ ضُرٌّ لا يُغَمِّضُ ساهُرُه
وَلَكِنَّهُم يَستَكرِهونَ عَدُوَّهُم
إِذا هَزَّ خِرصانَ الرِماحِ مَساعِرُه
أَلا كُلُّ أَمرٍ يا اِبنَ مَروانَ ضائِعٌ
إِذا لَم تَكُن في رَحَتَيكَ مَرائِرُه
وَكُلُّ وُجوهِ الناسِ إِلّا إِلَيكُمُ
يَتيهُ بِضُلّالٍ عَنِ القَصدِ جائِرُه
أَغِثني بِكُنهي في نِزارٍ وَمُقبَلي
فَإِنّي كَريمُ المَشرِقَينِ وَشاعِرُه
وَإِنَّكَ راعي اللَهِ في الأَرضِ تَنتَهي
إِلَيكَ نَواصي كُلِّ أَمرٍ وَآخِرُه
وَما زِلتُ أَرجو آلَ مَروانَ أَن أَرى
لَهُم دَولَةً وَالدَهرُ جَمٌّ دَوائِرُه
لَدُن قُتِلَ المَظلومُ أَن يَطلُبوا بِهِ
وَمَولى دَمِ المَظلومِ مِنهُم وَثائِرُه
وَما لَهُمُ لا يُنصَرونَ وَمِنهُمُ
خَليلُ النَبِيِّ المُصطَفى وَمُهاجِرُه
مُلوكٌ لُهُم ميراثُ كُلِّ مَشورَةٍ
وَبِاللَهِ طاوي الأَمرِ مِنهُم وَناشِرُه
وَكائِن لَبِسنا مِن رِداءِ وَديقَةٍ
إِلَيكَ وَمِن لَيلٍ تُجِنُّ حَظائِرُه
لِنَبلُغَ خَيرَ الناسِ إِن بَلَغَت بِنا
مَراسيلُ خَرقٍ لا تَزالُ تُساوِرُه
إِذا اللَيلُ أَغشاها تَكونُ رِحالُها
مَنازِلَنا حَتّى تَصيحَ عَصافِرُه
فَلَم يَبقَ إِلّا مِن ذَواتِ قِتالِها
مِنَ المُخِّ إِلّا في السُلامى مَصايِرُه