كُفي مقالك عن لومي وتَفْنيدي
صبابتي بالعُلى لا الخُرَّدِ الغِيدِ
أطَلْت حتى حسبت المجد منقصةً
كلا ولو أنه حتَفُ المماجيدِ
لما رأيتِ غَراماً جَلَّ عن عَذَلٍ
حسبتِه بهوى الحُسَّانةِ الرُّودِ
لا والرَّواقصِ بالأنْساعِ يَبْعثها
زجرُ الحُداةِ بإنشادٍ وتغريدِ
إذا ونين من الأرقال واضْطمرتْ
من اللُّغوب خلطْن البيدَ بالبيدِ
لُغامهنَّ وما ينضحن من عَلَقٍ
غِسْل الأزمَّة أو صبغُ الجلاميدِ
يحملن شُعثاً على الأكوار تحسبهم
أزِمَّةَ العيسِ منهمٍّ وتَسْهيدِ
ما حنَّ قلبي إلى الحسناء من علقٍ
لكنني بالمعالي جِدُّ مَعْمودِ
صبابتي دون عِقْدٍ زانهُ عُنُقٌ
إلى لواءٍ أمامَ الجيش معقودِ
أميسُ تِيهاً على الأحياءِ كلِّهِمُ
علماً بأنَّ نظيري غيرُ موجودِ
كيف الإجادةُ في نظمٍ وقافيةٍ
عن خاطرٍ بصروف الدهر مكدود
كم قد قريت هَنيَّ العزْم نازلةً
والخطب يُجلب في ساحاتِ رعديد
تَبَصَّرُوها مِراحاً في أعِنَّتِها
يجفن ما بين مقتولٍ ومطرودِ
تكرُّ ف ليلةٍ ليْلاءَ من رَهَجٍ
على نجيعٍ لخيل اللهِ مورودِ
تنزو بحُمْسٍ هفت أضغانهم بهم
فحطموا في التراقي كل أمْلودِ
كأنَّ فرْط توالي الطَّعن بينهمُ
ولْغُ العواسل أو معروف محمود
الواهب الحتف والعيش الخصيب معاً
فالموتُ بالبأسِ والإحياءُ بالجودِ
والمُبْتَني شَرفاً ترسو دعائمُهُ
بمحمد السَّعي لا صُمِّ القَراميدِ
إنْ أمسك الغيث لم يحبس مكارمه
طولُ المِطالِ ولا خُلْفُ المواعيدِ
مالٌ يُذالُ وعرضٌ بذْلتهِ
خوضُ الأسنَّةِ في ماءِ اللَّغاديدِ
أرقُّ من خُلقِ الصهباء شيمتُهُ
فإن يُهَجْ فهو كاسٍ خُلق جلمودِ
فسخطهُ ورضاهُ حين تخبُره
ماءٌ قَراحٌ ونارٌ ذاتُ أخْدودِ
شاكي السلاح من الإقدام حِيلتهُ
لَطافةُ الزولِ في صبر الصَّناديدِ
فكل مُعضل خطبٍ في رويَّتهِ
حديدُ سابغةٍ في كفِّ داودِ
بنانُه البحرُ والأطراسُ شاهدةٌ
بقذف دُرٍّ على الأطراس منضودِ
صوابُ فتْواه في الإحكام مُثبِتةٌ
قواعِدَ الشَّرعِ من أسٍّ وتشييدِ
كأنَّ بُرهانَ مدلولٍ بفوهُ بهِ
عذبُ الفصاحة في ترجيع غِرِّيدِ
فضلْت حَدَّ التهاني فانصرفتُ إلى
هُني بك العيد من هُنِّيت بالعيدِ