يا ليت شعري هل أسيب ضمرا

التفعيلة : البحر الكامل

يا لَيتَ شِعري هَل أُسَيِّبُ ضُمَّرا

أُكِلَت عَرائِكُهُنَّ بِالأَكوارِ

مِثلَ الذِئابِ إِذا غَدَت رُكبانُها

يَعسِفنَ بَينَ صَرايِمٍ وَصَحاري

أُعطي خَليفَتُنا بِقُوَّةِ خالِدٍ

نَهراً يَفيضُ لَهُ عَلى الأَنهارِ

إِنَّ المُبارَكَ كَاِسمِهِ يُسقى بِهِ

حَرثُ الطَعامِ وَلاحِقُ الجَبّارِ

أَسقاهُ مِن سَيحِ الفُراتِ وَغَيرِهِ

كُدراً غَوارِبُهُ مِنَ التَيّارِ

لَمّا تَدارَكَ لِلمُبارَكِ مَدُّهُ

رَخُصَ الطَعامُ لِمايِحٍ وَتِجارِ

وَلَوَ أَنَّ دِجلَةَ أُنبِأَت عَن خالِدٍ

باتَت مَخافَتُهُ عَلى الأَقتارِ

يا دِجلَ إِنَّكِ لَو عَصَيتِ لِخالِدٍ

أَمراً سُقيتِ بِأَملَحِ الأَمرارِ

إِن كانَ أَثخَنَ مَدَّ دِجلَةَ خالِدٌ

فَلَطالَما غَلَبَت بَني الأَحرارِ

يا دِجلَ كُنتِ عَزيزَةً فيما مَضى

فَلَقَد أَصابَكِ خالِدٌ بِصِغارِ

اللَهُ سَخَّرَها بِكَفَّي خالِدٍ

وَلَقَد تَكونُ عَزيزَةَ الأَضرارِ

حَتّى رَأَيتُ تُرابَ دِجلَةَ خارِجاً

تَخِدُ الرِكابُ عَلَيهِ بِالأَوقارِ

يَجتازُ دِجلَةَ لا يَخافُ خِياضَها

مَن كانَ يَقطَعُها عَلى المِعبارِ

إِنّي هَتَفتُ بِخالِدٍ وَلَقَد دَنَت

نَفسي لِثُغرَةِ نَحرِها لِحِظارِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أنت المجير ومن تجر تعقد له

المنشور التالي

حبلا به رجعت نفوسكم

اقرأ أيضاً

هدايا

مَفازَةٌ قاحلةٌ تَلوحُ فيها بِئرْ مِن حَوْلِها مَضاربٌ يُفيقُ فيها السُّكرْ وَيَستغيثُ العِهْرُ مما نالَهُ في جوفِها من…