إذا المرء لم يستخلص الحزم جنة

التفعيلة : البحر الطويل

إذا المرء لم يستخلص الحزم جُنّةً

ولم تكذب الطَّرف اللموح مخايلهْ

ولم يكُ مشّاءً على الأين راقداً

على البينِ يُخشى فتكُه ومخاتلُهْ

أطاعَ الردى واستوعر السهل وانثنت

مسالمُهُ في الأمرِ وهي مَقاتلهْ

فلا تعجبي إن الحضارة آفةُ ال

صَّريحِ وأنَّ المَجْدَ وعرٌ منازله

وكم خلقٍ شثْنٍ بأول ملمسٍ

ولَيْنٍ إذا يْلوهُ من هو عاقِلهْ

تجنبتُه طوعَ الزمانِ فسرَّني

وللدهر حكمٌ لا تردُّ فواصله

وإني بشكر العُرف مغري كريمة

لديَّ كثيراتُ النَّدى وقلائلهْ

سليم مغيب القول لا تستفزني

لدادةُ لفظٍ أشبه الحق باطلهُ

أكرِّم حتى عرض خصمي وذو النهى

بأفعاله لا بالذي هو قائله

وبالجزع حيٌّ من ذؤابةِ هاشمٍ

سقى دارهم طَلُّ الغمام ووابله

سراعٌ إلى نصر الطريد نوافعُ ال

أكُفِّ إذا ما الجون أخلف حافلهْ

تعلقتهم والخطب مغض عن العُلى

وفارقتهم والدهر جمٌّ غوائلهْ

كأني غداةَ البين ذو خيبريةٍ

تُرنحهُ فوق الفِراشِ أفاكلهْ

وإن لم يكن شعري ظهيري على المنى

إذا كَلَّ عزمٌ فالقوا في صياقله

أطعت ملوك الأرض طاعة جاهلٍ

فأسفرَ حظي واستراحت عواذلُهْ

ولكنني أشدو به فيسرُّني

سرور أخي الصهباء دبَّتْ مفاصله

على أنني بُوِّئتُ منه مواقِفاً

تقاصر عنهن القريضُ وقائله

ولوجي على أسدِ الأسرة مكرماً

يُباذلني مرهوبُهمْ وأباذله

ويومٍ كعمر النَّسرِ نارٌ هجيرهُ

تباعد أدنى صُبحه وأصائله

قطعت به خرقاً كأنَّ سرابهُ

غواربُ يمٍّ ما تُرامُ سواحله

سحيق المدى يستهلك العي خطوه

وتخدع خِرِّيتَ الفَلاة مجاهله

تنكَّر من إيحاشِه كل ساكنٍ

فصوَّانُهُ مرهوبةٌ وجَراولهْ

مياه كأغبار السليط زهيدةٌ

وأثْرُ الورود ينقعُ الصدر سائلهْ

شهيٍّ كأن الوقبَ لجةُ غوره

يسوغُ إذا ما استوخم الماءَ ناهله

كأنَّ هجيري بالفلاةِ وموردي

عِقابُ مطاعٍ ذي كمالٍ ونائله


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أبا الفوارس والأيام شاهدة

المنشور التالي

شكرا لدهري بالضمير وبالفم

اقرأ أيضاً

قل للمليحة في الخمار الأكحل

قُلْ لِلْمَلِيْحَةِ فِي الخِمَارِ الأكْحَلِ كَالشَّمْسِ مِنْ خَلَلِ الغَمَامِ المُنْجَلِي بِحَيَاةِ حُسْنِكِ أَحْسِنِي وَبِحَقِّ مَنْ جَعَلَ الجَمَالَ عَلَيْكِ…