أيها الناطق الذي شغل الأل

التفعيلة : البحر الخفيف

أيها الناطقُ الذي شغل الألْ

بابَ منَّا بذكرِ كل لُبابِ

كفكف القول ما استطعت فقد تؤ

ذنُ بالسُّكْر كثرةُ الاطْرابِ

نَغض العطف إذ نَطقتَ قريضٌ

مُسْكرٌ دونهُ حُميَّا الشَّرابِ

فخشيتُ العقاب إذ هو صِرْفٌ

وإذا الشِّرْبُ جالبٌ للثَّواب

كيف لا يجلبُ الثَّواب افْتكاري

في غُلامٍ غضٍّ حديثِ الشَّبابِ

كتمتْ رِقَّةُ الخلائقِ منه

مُعْجزاتِ العُلوم والآدابِ

ناظمٌ من بديهةِ القولِ ما تَقْ

صُرُ عنه رويَّةُ الأحْقابِ

كل روعاءَ لو تقلَّدها الفا

رسُ أغنت عن مرهفٍ قِرْضابِ

صادراتٌ ألْفاظُهنَّ عِذابٌ

عن خِلالِ مُهذَّباتٍ عِذابِ

لو بدا الماءُ للعُطاشِ مع العِشْ

رِ وقيلتْ ثنتْ صدورَ الركابِ

أذكرتني أيامَ عصْر التَّصابي

ومِراحي وأين عصرُ التَّصابي

حينَ لا آمرٌ يُطاعُ سوى اللَ

هِ ولا حاكمٌ سوى الأحْبابِ

ففؤادي من الجوى في زفيرٍ

ودموعي من الأسى في انْسكابِ

والوفا بالعهود فرضٌ ولا مِثْ

لَ الوفاء بالعهودِ للأتْرابِ

فلئنْ أصحبَ الحرونُ لا بُدَّ

لهذا الحرون من أصْحابِ

وتراءيتني على الحي بالصُّبْ

حِ مُغيراً في جحفلٍ غَلاَّبِ

أسكبُ العُرْف والدماء ولا أسْ

أَمُ بذل النَّدى وضرب الرقابِ

فالتمسْ ما تشاءُ مني تجدْني

كافلاً بالمُنى وبالآرابِ

لست أرضاً ولا ترى فلئن كُنْ

تُهما عن توسُّعٍ في الخطابِ

فثَرى تُربةِ الحُسينِ شِفاءٌ

لعُضال الأعْراض والأوْصابِ

ومن الأرض بكَّةٌ وهي بيتُ ال

لّهِ ذاتُ الحَجيج والأجْلابِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أبا الفوارس والأيام شاهدة

المنشور التالي

إذا شائبات الدهر كدرن صفوتي

اقرأ أيضاً

أصابت قلبه حدق الظباء

أَصابَت قَلبَهُ حَدَقُ الظِباءِ وَأَسلَمَ لُبَّهُ حُسنُ العَزاءِ وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ مِن سُلَيمى وَكانَت لِلمَوَدَّةِ وَالصَفاءِ وَطالَ ثَواؤُهُ في…