منْ مُبلغٌ سلف الأجواد إذ سبقوا
إلى العُلى فمساعي مجدهم سُنَنُ
أنَّ الذي أحْرزوهُ من فخارهُم
أرْبى وزادَ عليه بعدهُم حَسَنُ
سقى هوامد لا ترضى بشَيْم حَياً
ولو تبعَّقَ فيها العارضُ الهَتِنُ
تبرُّعاً ما مرى أخْلافَ دِرَّتهِ
كَرُّ السؤال ولم يُحرج له عطنُ
كالسيل من شاهقٍ يجري لغايتهِ
طبعاً فلا هو مكدودٌ ولا يَهِنُ
لما أتى قارعاً للبابِ مُبْتدئاً
بالجودِ لا كُلَفٌ شابتْ ولا مننُ
رأيتُ تركَ مديحي والثَّناءِ لهُ
ظُلْماً له تقلقُ الأحلاس الوُضنُ
ففارسُ الخيل نجم الدين من كرمٍ
بالمدح مني جديرٌ عِرْضهُ قَمِن
مُروي القنا من نحور الدارعين ضحى
إذا التقتْ وفَراتُ الجيش والثُّننُ
وعاقرُ الكوم للعافي إذا احْتبستْ
سُحب السماء وعزَّ القطر واللَّبنُ
تعلَّمَ الصَّارمُ الهنديُّ نجْدتَه
فحدُّهُ مثلهُ في بأسهِ خَشِنُ
وعلَّمَ الخيل شدَّاً من عزيمتهِ
فأحرزَ السَّبق عند الغاية الحُصنُ
يلقاك في سلمهِ منه ويومِ وَغىً
صفو المناقبِ لا بُخلٌ ولا جُبُن
مسدِّدُ الطعن حيث السُّمر حائدةٌ
وصائبُ القول حيث الرأي مُرتجن
غالي المعالي رخيصٌ عند هِمَّتهِ
حيث التَّودُّدُ منه والنَّدى ثمَنُ
مُسْتمسكٌ بحبالِ اللّه مُعْتصمٌ
له المكارم حِصْنٌ والتُّقى جُنَنُ
صافي الطَّويَّةِ ما في قلبه دَغَلٌ
تشابه السِّرُّ في تقْواهُ والعَلَنُ
تَنْميه فتيانُ صَدْقٍ من بني أسدٍ
وآل نصْرٍ وكلٌّ معشَرٌ خُشُنُ
تخشى المَنونُ إذا سُلَّتْ سيوفُهم
وتُخجل السُّحب أيديهم إذا هتنوا
لا يأخذون المباغي غير غَشْرمَةٍ
ولا يضامون إنْ حَلَّوا وإن ظعنوا
فاسترعَفوا بابن روميٍّ فقادَهُمُ
إلى العُلى حيث لا عارٌ ولا دَرَنُ
مدحتُه طَرِباً من حُسنِ همَّتهِ
تعجُّباً إذْ أراني مثلَه الزَّمنُ
ضحضاح حالٍ يخوض الطير جَمَّتَه
وبحرُ مكرُمةٍ تجري به السُّفنُ
يا تاجر الفخرِ وهَّاباً لبُلْغَهِ
إذْ تاجرُ المال مَنَّاعٌ ومُحْتجِنُ
اِبشرْ بربحٍ حوتهُ فِطْنةٌ ونُهىً
فالخيرُ ما تجلبُ الألبابُ والفِطَن
بذلْتَ غُبْر الدوالي فاشتريت بها
غُرَّ المعالي فلا بخْسٌ ولا غَبَنُ