دعوا دمعي بيوم البَيْنِ يجْري
فقد ذهب الأسى بجميلِ صبْري
وكيف تصبُّري وأخي رَهينٌ
بأرضِ الشام في ظَلْماءِ قَبْرِ
بحارَةِ غُرْبةٍ من أرض حمصٍ
لقد غَدر الزمانُ وأيَّ غَدْرِ
أعَنْهُ أسامُ سُلْواناً وصَبْراً
سأنْدبهُ ولا خنْساءَ صَخْرِ
فإنْ عجَزتْ عن النَّدبِ القوافي
بعثْتُ الدمْعَ نَظْماً غيرَ نَثْرِ
فقدْتُ أخي وكان أخي ظَهيري
على الحَدَثانِ سَمَّاعاً لأمْري
فقدْتُ مُهَنَّداً عَضْباً جُرازاً
يَقُدُّ بكلِّ رائعَةٍ ويَفْري
إذا ما شمْتُهُ لِقِراعِ خَطْبٍ
جَلا الغمَّاء عن وجهي وصدْري
تقيَّلَ شِيمتي طفلاً وأجرى
على جَدَدي وأحْرز جلَّ فخري
فلم يَسْعَ الدنيَّةَ في مرامٍ
ولم يمشِ الضَّراءَ لقصدِ حُرِّ
ولم يَضرعْ لجبَّارٍ رجاءً
لمعروفٍ ولو أمْسى بضرِّ
أنا الباكي إذا فارقتُ خِلاً
فكيف أخي وخالِصَتي وأزْري