له عن الشر إعراض ومجتنب

التفعيلة : البحر البسيط

له عن الشَّرِّ إِعْراضٌ ومجتنبٌ

وفيه للخير إِقْدامٌ وتصْميمُ

يُغري التَّوكُّل بالأهوال عاصفةً

فالصَّبرُ مُنتصرٌ والخطبُ مهزوم

لا يغلبُ الحلمَ من عاداته غضبٌ

ولا يشُحُّ ببشْرٍ وهو مهْمومُ

يكادُ يلثمُ أيدي الناس من كَرمٍ

ونعْلُهُ بشِفاهِ الصِّيدِ ملْثومُ

يحْوي مودَّتهُ من غير سابقةٍ

مَلْقىً وجيزٌ ويبني العهد تسليم

فلا لجُرْمٍِ نَفاذٌ في مُعاهدةٍ

يوماً ولا الودُّ بالإعْراض مهدومُ

هاوي المكارم قالي كلِّ مَلأمَةٍ

فالمجدُ والعارُ موصولٌ ومصرومُ

سِلاحُه وكميُّ الروع في رَهجٍ

والمالُ كلٌّ بحبِّ المجد مظْلومُ

فالمال نَهبُ ندىً والذمر نهب ردىً

والسيفُ مُنْثلِمٌ والرمح محطومُ

طَعامُهُ وكَراهُ دونَ حاجَتِهِ

فالزادُ والنَّومُ تَلْهينٌ وتهْويمُ

مقامُ عافيهِ من نَعْماءِ راحَتِهِ

روضٌ مَجودٌ مع الأسحار مرهوم

وكفُّهُ وبلادُ اللّهِ مُجْدِبَةٌ

جَوْنٌ يسُحُّ غزير الماء مرْكومُ

فيصدرُ الرَّكبُ عن باحاتِ منزله

وكلُّ نِضْوٍ لفرط الخصب ميثوم

هو الوزير الذي إِشراقُ غُرَّتهِ

يجلو ظلام اللَّيالي وهو عُلْجومُ

تاج الملوك ومكْفى كلِّ مضطهدٍ

فالضَّيف ذو ثروةٍ والجار معصوم

قالوا أبو جعفرٍ ورْدٌ لذي ظمأٍ

فقلتُ ما كلُّ عين الماءِ تَسْنيمُ

أعانَ صبري على دهري فنازلَهُ

مني كميٌّ شديد البأس صِهْميمُ

وصانني أن يقول الناسُ وا أسفا

فضلٌ كشمس الضحى والحظ يحموم

فعاش مُشْتمَلاً بالعِزِّ ما طلعتْ

شمس وحنَّتْ إلى أوْرادها الهِيمُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أقول لصحبي والمقال تكعه

المنشور التالي

يسيل دماء الدارعين ودمعه

اقرأ أيضاً