ولمَّا تَراءتْ كَعْبَةُ البيتِ كَعْبَةً
منَ الناسِ كَنَّتْها العُلى بأبي الفضْلِ
مَناسِكُها التَّأميلُ منْ غيرِ موْسِمٍ
يُخَصُّ ولا قوْلٍ يُحَدُّ ولا فِعْلِ
يَطوفُ بها العافونَ والمَحْلُ عارِقٌ
فيكْفيهُمُ إِحْسانُهُ شِرَّةَ المَحْلِ
بكَتْ شَجْوها أمُّ القُرى غُدْوَةَ النَّوى
وأبْدَتْ أسىً إذْ لم تَدُمْ مُدَّةَ الوصْلِ
فما الظَّنُ بالأنْسِ الطَّويلِ وبَلْدَةٍ
يجودُ بَنيها صوبُ فضْلٍ على فَضْلِ
كأنَّ زعيمَ الدِّينِ إذْ غابَ عنهُمُ
غَمامٌ تَعدَّى الهامِداتِ مع الهَطْلِ
غَزيرُ التُّقى لا يَحْرِصُ العِزُّ دينَهُ
ولا يَتَعدَّى بأسُهُ سُنَنَ العَدْلِ