أرح ركابك من أين ومن عثر

التفعيلة : البحر السريع

أرح ركابكَ من أينٍ ومن عثَرِ

كفاك جيلانِ محمولاً على خطر ِ

كفاك موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ

كأنَّ مغبرَّة ليل بلا سحَرِ

ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ

في كلَّ يومٍ له عُشٌ على شجرِ

عريانَ يحمل مِنقاراً وأجنحةً

أخفَّ ما لمَّ من زادٍ أخو سَفَرِ

بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به

من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر

أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ

أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر

خفَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ

طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ

ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ

من غيره, وجَناحٍ منه منكسِر ِ

ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني

إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ

ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ

عاصاه حتى رنينُ الكأس والوترِ

لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم

ياسامرَ الحي بي جْوع إلى السهَرِ

ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ

عليه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ

خلاف ما ابتُدعت للخمر من صورٍ

وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ

كأنَّ في الحَبَب المرتجّ مفترقاً

من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ

ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ

أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ

كأنَ نُعماءه حبلى بأبؤسهِ

من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكَدَرِ

تندسُ في النَّشوات الحُمسِ عائذَةً

هذي فُتدركها الأخرى على الأثَرِ

ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ

فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ

والعمرُ كالليل نحييه مغالطة

يُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ

وياملاعبَ أترابي بمنعَطَفٍ

من الفرات إلى كوفانَ فالجِزُرِ

فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ

رفّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ

إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ

من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ

تلكم (شقائقه) لم تأل ناشرةً

نوافج المسك فضّتها يدُ المَطَرِ

بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها

ريشُ الطواويس أو مَوْشية الحَبَرِ

للآنَ يُطرب سمعي في شواطئه

صدحُ الحمام وثغيُ الشاة والبقر

والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ

والمدرجُ السَمحُ بين السُوح والحُجَرِ

يا أهنأ الساع في دنياي أجمَعُها

إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري

تصوبَّي من علٍ حتى إذا إنحَدَرتْ

بي الحتُوفُ لذاك الرمل فانحَدري

تُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق

من الطفولة عذبٍ مثلها غضَرِ

وتُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى

طيفٍ من المهد حتى اللحد مُدٌكَرِ

في(جنَّة الخلد) طافت بي على الكبر

رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ من الصِغَرِ

مجنَّحاتُ أحاسيس ٍ وأخلية

مثل الفراشات في حقل الصِبا النضِر

أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ

يصطادُني بالسنا واللطِف والخفَرِ

أقتادهُنَّ إلى حربٍ على الضجر

فيصْطلن على حربي مع الضجرِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يادجلة الخير

المنشور التالي

نامي جياع الشعب نامي

اقرأ أيضاً