أَمَرَ الخالِقُ فَاِقبَل ما أَمَر
وَاِشكُرِ اللَهَ إِنِ العَذبُ أَمَر
أَضمِرِ الخيفَةَ وَاِضمِر قَلَّما
أَحرَزَ الطَرفُ المَدى حَتّى ضَمَر
أَيُّها المُلحِدُ لا تَعصِ النُهى
فَلَقَد صَحَّ قِياسٌ وَاِستَمَرّ
إِن تَعُد في الجِسمِ يَوماً رَوحُهُ
فَهُوَ كَالرَبعِ خَلا ثُمَّ عَمَر
وَهِيَ الدُنِّيا أَذاها أَبَداً
زُمَرٌ وارِدَةٌ إِثرَ زُمَر
يا أَبا السِبطَينِ لا تَحفِل بِها
أَعَتيقٌ سادَ فيها أَم عُمَر
عجَباً لِلدَهرِ صُبحٌ وَدُجى
وَنُجومٌ وَهِلالٌ وَقَمَر
وَغُصونٌ أَثمَرَت نائِيَةً
وَدَوانٍ لَيسَ فيهِنَّ ثَمَر
وَغَويٌّ كَرَّ في حَيرَتِهِ
بَعدَ ما حَجَّ لِنُسكٍ وَاِعتَمَر
عامَ في الغَمرِ زَماناً فَنَجا
وَاِنثَنى الآنَ غَريقاً في الغُمَر
زُحَليٌّ واجِمٌ يَصحَبُهُ
زُهَرِيُّ الطَبعِ غَنّى وَزَمَر
وَهُمومٌ أَلِفَت مَقمورَها
وَسُرورٌ آبَهُ حينَ قَمَر
تِلكَ أَنباءٌ أَرَتنا عِبَراً
مُعجَباتٍ كَأَحاديثَ السَمَر
في حَياةٍ كَخَيالٍ طارِقٍ
شَغَلَ الفِكرَ وَخَلّاكَ وَمَرّ