إِذا سَعِدَ البازي البَعيدُ مُغارُهُ
تَأَدّى إِلَيهِ رِزقُهُ وَهوَ في الوَكرِ
وَيَحوي الفَتى بِالجَدِّ مالَ عَدُوِّهِ
عَلى رُغمِهِ مِن غَيرِ حِرصٍ وَلا مَكرِ
وَلَو نَحِسَت طَيٌّ لَأُلحِقَ حاتِمٌ
بِحَيٍّ سِواها مِثلِ تَغلِبَ أَو بَكرِ
وَما أَمَدٌ في الدَهرِ يُبلَغُ مَرَّةً
بِأَبعَدَ مِمّا نالَهُ المَرءُ بِالفِكرِ
كُلوا طَيِّباً فَالطيبُ فيما طَعِمتُمُ
يُبينُ عَلى أَفواهِكُم خالِصَ الشُكرِ
وَقَد لاحَ شَيبٌ في الذَرا فَصَحَوتُمُ
وَصَحَّ لَكُم أَنَّ الشَبابَ مِنَ السُكرِ
فَلا تَنسَوُوا اللَهَ الَّذي لَو هُديتُمُ
إِلى رُشدِكُم مازالَ مِنكُم عَلى ذِكرِ
وَلا تُنكِروا حَقُّ الكَبيرِ فَإِنَّهُ
لَأَوجَب مِمّا تَعرِفونَ مِنَ النُكرِ