ما جدري أمات صاحبه

التفعيلة : البحر المنسرح

ما جُدَرِيٌّ أَماتَ صاحِبَهُ

مِن جُدَرِيٍّ أَتَت بِهِ جَدَرُ

ما سَدِرَت في العِيانِ أَعيُنُهُم

لَكِن عُيونُ الحِجى بِها سَدَرُ

وَالبَدرُ بَعدَ الكَمالِ مُمتَحِقٌ

فَفيمَ يا قَومُ تُجمَعُ البِدَرُ

كَيفَ وَفى لِلخَليلِ مُؤتَمَنٌ

وَطَبعُهُ بِالأَذاةِ مُبتَدِرُ

وَالعالَمُ اِبنٌ وَالدَهرُ والِدُهُ

نَجلٌ غَوِيٌّ وَوالِدٌ غُدَرُ

في التُربِ وَالصَخرِ وَالثِمارِ

وَفي الماءِ نُفوسٌ يَصوغُها القَدَرُ

فَصادِرٌ لا وُرودَ يُدرِكهُ

وَوارِدٌ لا يَنالُهُ صَدَرُ

إِن سَلِمَ المَرءُ مِن عَواقِبِهِ

فَكُلُّ رُزءٍ يُصيبُهُ هَدَرُ

وَالرَجلُ إِن حَلَّ خِدرَ غانِيَةٍ

كَالرِجلِ في المَشيِ حَلَّها خَدَرُ

يَضُمُّنا الجَهلُ في تَصَرُّفِنا

ما شَدَّ مِنّا رَهطٌ وَلا قَدَروا

نَطلُبُ نوراً يَلوحُ ساطِعُهُ

وَدونَ ذاكَ الظَلامُ وَالغَدَرُ

تَواضَعوا في الخُطوبِ تَرتَفِعوا

فَالشُهبُ عِندَ الرُجومِ تَنكَدِرُ

لا يَطلُعُ الغَربُ شافِياً ظَمَأً

حَتّى يُرى قَبلُ وَهوَ مُنحَدِرُ

وَالسَهلُ قُدّامَهُ الحَزونَةُ وَالص

صَفوُ مِنَ العَيشِ بَعدَهُ كَدَرُ

فَدُرَّ جوداً فَدُرَّ زاخِرَةٍ

حَصىً تَساوى الأَنيسُ وَالفُدُرُ

إِن وَطِئَت هالِكَ الوَغى فَرَسٌ

فَجِسمُهُ بَعدَ رَوحِهِ مَدَرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لعمري لقد فضح الأولين

المنشور التالي

لو شاء ربي لصاغني ملكا

اقرأ أيضاً