أَرى كُلَّ أُمٍّ عُبرُها غَيرُ مُبطِئٍ
وَما أُمُّ دَفرٍ بِالَّتي بانَ عُبرُها
هِيَ النَفسُ تَهوى الرُحبَ في كُلِّ مَنزِلٍ
فَكَيفَ بِها إِن ضاقَ في الأَرضِ قَبرُها
وَآخِرُ عَهدِ القَومِ بي يَومَ تَنطَوي
عَلَيَّ جَرورُ الوَردِ يُكرَهُ زَبرُها
فَهَل يَرتَجي خُضرَ المَلابِسِ ظاعِنٌ
وَقَد مُزِّقَت في باطِنِ التُربِ غُبرُها
أَتَتنِيَ أَنباءٌ كَثيرٌ شُجونُها
لَها طُرُقٌ أَعيا عَلى الناسِ خُبرُها
هَفا دونَها قَسُّ النَصارى وَموبَذُ ال
مَجوسِ وَدَيّانُ اليَهودِ وَحَبرُها
وَخَطّوا أَحاديثاً لَهُم في صَحائِفٍ
لَقَد ضاعَت الأَوراقُ فيها وَحِبرُها
تَخالَفَتِ الأَشياعُ في عُقَبِ الرَدى
وَتِلكَ بِحارٌ لَيسَ يُدرَكُ عِبرُها
وَقيلَ نُفوسُ الناسِ تَسطيعُ فِعلَها
وَقالَ رِجالٌ بَل تَبَيَّنَ جَبرُها
وَلَو خُلِقَت أَجسادُنا مِن صَبارَةٍ
لَقَلَّ عَلى كَرِّ الحَوادِثِ صَبرُها
يَجيئُكَ شَهراً ناجِرٍ بَعدَ قَرِّها
وَصِنَّبُرها بَعدَ المَقيظِ وَوَبرُها
وَما أَحرَزَت نَفسَ المُدَجَّجِ في الوَغى
مُضَبِّرَةٌ يَستَأسِرُ الوَحشُ ضَبرُها
أَو النَثرَةُ الحَصداءُ قورِبَ نَسجُها
لَها حَلَقٌ هالَ الأَسِنَّةَ عَبرُها
إِذا أودِعَتها جُثَّةٌ وَتَعَرَّضَت
لِبيضِ الظُبى لَم يُمكِنِ السَيفَ هَبرُها
وَأَودَت بَنو وَبَرٍ وَبَبرٍ فَما حَمى
عَزيزٌ وَلا شُمٌّ تَوَقَّلَ وَبرُها
وَقَد سُمِّيَ المَرءُ الهِزَبرَ تَفاؤُلاً
وَلَيسَ بِباقٍ في اللَيالي هِزَبرُها
نَوائِبُ أَلقَت في النُفوسِ جَرائِحاً
عَصى كُلَّ آسٍ في البَريَّةِ سَبرُها
لِيَ القوتُ فَليَعمُر سَرنَديبَ حَظُّها
مِنَ الدُرِّ أَو يَكثُرُ بِغانَةَ تِبرِها