تَقولُ وَحادي الفَقرِ يُزعِجُ مَرقَدي
إِلى أَينَ يا ظَمآنُ قُلتُ إِلى البَحرِ
فَقالَت أَما تَخشى عَوادِيَ لُجِّهِ
فَتُمسي عَلى كَفٍّ وَأَنتَ عَلى ظَهرِ
فَقُلتُ سِوى البَحرِ الَّذي قَد عَنَيتِهِ
أَرَدتُ فَلَم أَنشَط إِلى اللُجَجِ الخُضرِ
وَلَكِن إِلى البَحرِ الَّذي إِن لَقيتُهُ
غَنيتُ مِنَ العَليا دَعيني مِنَ الفَقرِ
فَلي هِمَّةٌ قَد أَكرَمَتني هُمومُها
وَلَم أَمتَهِنها بِالطَماحِ إِلى الوَفرِ
فَقالَت تَواضَع فَالزَمانُ كَما تَرى
فَقُلتُ نَعَم بَينَ السَماكَينِ وَالنَسرِ
وَماذا أَرى مِن ذا الزَمانِ وَرَبُّهُ
يُصَرِّفُهُ فيما أَرادَ مِنَ الأَمرِ
أَيَأمُلُ حُرٌّ غَيرَهُ لِمُرادِهِ
وَمالِكُهُ لَم يَرضَ عَبداً سِوى الحُرِّ
فَلا تَذكُرَنَّ الدَهرَ إِلّا بِصالِحٍ
وَإِيّاكُمُ وَالدَهرَ فَالصُلحُ لِلدَهرِ