بَنانِيَ فَيكُم مِثلُ يَحيى بنِ طالِبٍ
وَقَد قَلَّ جَدوى ما نَحَتَّ مِنَ الأَثلِ
فَيَأَيُّها الغَيثُ الَّذي التُربُ ضَيفُهُ
فَيُصبح مِن زَهرٍ وَيُغبَقُ مِن وَبلِ
وَما البَدرُ إِلّا مِن مُحَيّاكَ يَجتَدي
وَما الغَيثُ إِلّا مِن بَمينِكَ يَستَملي
فَأَينَ الَّذي أَظهَرتَهُ فِيَّ مِن رِضاً
وَأَينَ الَّذي أَمَرتَهُ فِيَّ مِن فَضلِ
وَهَب حَبلَكُم حَبلَ الوَريدِ فَرُبَّما
رَماهُ الفَتى مِنهُ بِقاطِعَةِ الحَبلِ
دَعَوتُ لَكُم بِالعِزِّ حَتّى اِستُجيبَ لي
فَدامَ أَدامَ اللَهُ عِزَّكُمُ ذُلّي
أَعودُ إِلى دارٍ بِغَيرِ كِفايَةٍ
وَأَركَبُ مِن داري إِلَيكُم بِلا شُغلِ