مضى عبد وهاب الهبات لربه

التفعيلة : البحر الطويل

مضى عبد وّهاب الهبات لربّه

فللهّ من ماض إلى ربّه حرّ

مضى وهو محمود الخصال مخلّفاً

له عندنا آثار أخلاقه الغرّ

مضى وله في كل قلب مكانةٌ

تديم له ذكراه بالحمد والشكر

كذلك كّنا معه قبل وفاته

نبجّله في السرّ منّا وفي الجهر

وما زادنا إلاّ أسىَ بفراقه

فأمسى الأسى فينا له مالئ الصدر

إذا ما ذكرناه تفوح خلاله

فننشق من تذكاره أطيب النشر

ونلجأ عند الأدّكار إلى البِكا

ونفزع من بعد البكاء إلى الصبر

أخا سالم ما زلت عندي سالماً

وإن كان منك الشخص غيّب في القبر

تمثّلك الذكرى لعينَّى جالساً

تحدثّنا عّما أهمّ من الأمر

وتمزح طوراً ثم تنصاع ذاهباً

إلى الجدّ تغري بالحقيقة من تغري

فنغضب أحياناً ونطرب تارة

وأنت على الحالين مبتسم الثغر

وأنشدك الشعر الحقيقي تارة

فتطرب من ذكر الحقيقة في شعري

طواك الردى عنّي وشخصك لم يزل

بذكراك بعد الطيّ متصل النشر

فما أنت ميتاً إذ خيالك سانح

مدى العمر نصب العين في سانح الفكر

ولا عجب إن الحياة خيالة

فلا فرق عندي بين شخصك والذكر

سأنثر دمعي فيك نثر لآلىءٍ

وأنظم شعري في رثائك من درّ

لعلّي بذا أقضي إخاءك حقّه

وإن كان لاُ يقضى بنظم ولا نثر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هلم نبك النهى والعلم والشرفا

المنشور التالي

هكذا يدرك في الدنيا الكمال

اقرأ أيضاً