سعروها في البحر حربا ضروسا

التفعيلة : البحر الخفيف

سَعَروها في البحر حرباً ضروساً

تأكل المالَ نارُها والنفوسا

قرب توشيما قد تصادم أسطو

لان أردى اليابان فيه الروسا

يوم طوغو دها بأسطوله الرو

س قتالاً وكان يوماً عبوسا

فحَداها بوارجاً تملأ البح

ر وقاراً طوراً وطوراً بُوسا

كل مَخّارة إذا حَرَّكت دُفّ

اعها خضخضت به القاموسا

مذ بنَوها لهم كنيسة حرب

تخذت كل مدفع ناقوسا

عرش بلقيس في المناعة لكن

قد حكت في احتشامها بلقيسا

ألبسوها من الحديد وِشاحاً

فتهادت على العُباب عروسا

وإذا تنشر البُنود النص

رَ فيها تخالها الطاوسا

وإذا جنّها على البحر ليلٌ

أطلع الكهرباء فيها شموسا

قد أبى بأسها الشديد سوى الفُو

لاذ درعاً لجسمها ولَبُوسا

سيّروا البرق بينهنّ رسولاً

صادقاً ليس يعرِف التدليسا

فهو فيها لسان صدق يؤدّي

دون سلك كلامها المأنوسا

إنما ملكه الأثير الذي را

ح بطَيّ اهتزازه مدسوسا

جهَّزوها مدافعاً فغرت أف

واه نار قدِ اْلتَقَمْنَ الشوسا

دلعت ألسناً من النار حُمراً

ويلَ من قد غدا بها مَلحوسا

ترسل الموت في قنابلها كالشُهْ

ب ذريعاً مستأصلاً عِتْريسا

طالما بانفجارها انفلق البح

ر انفلاقاً مذكراً عهد موسى

بَثّ أسطوله فلبّسه طو

غو بأسطول خصمه تلبيسا

حيث قد أجفلت من اللجج الحي

تان تَخشى من اللهيب مسيسا

وعلا البحر مُكفَهِرَ غمام

من دخان همى ولكن بوسى

ثار طرّادهم يجيش بنسّا

فات سُفن لهم سَجرن الوطيسا

كجبال تَرى البراكينَ فيها

تقذف الموت جارفاً والنُحوسا

فأباحوهمُ هنالك قتلاً

واغتناماً نفوسَهم والنُفيسا

فسل اليَمّ كم تضمّن منهم

مُغْرَقاً في عُبابه مغموسا

هاجموه وللهياج سعير

ملأت واسع الخِضَمّ حسيسا

فكَسَوْهم من الهَوان لَبُوسا

وسَقَوْهم من المنون كؤوسا

صرعت في الوغى ليوث من اليا

بان أسطول خصمها مفروسا

فانتضَوْها عزائماً ماضيات

طأطأ الروس دونهنّ الرءوسا

وجلّوْها في الروع بيض فِعال

أقرأتهم كتب الفَخار دروسا

إن يوماً لهم تقضىَ بتوشيما لي

وم بالذكر زان الطروسا

بات طوغو يجني الأماني إذ با

ت قنوطاً عدوُّه ويَؤوسا

قائد لم يَرِدْ لظى الحرب إلاّ

مصدراً رأيه لها جاسوسا

تاه أسطوله على اليَمّ عُجباً

حين أضحى لمثله مرؤسا

إن شهماً تقلّد العقل سيفاً

لحَرِيٌ بأن يكون رئيسا

ومليكاً وَلّى عنهمُ كم سعَوا في

ه خميساً عرمرماً فخميسا

رجلاً يملأ الفضاء وخَيلاً

حملت للوغى الكماة الشُوسا

صوَّبوها بنادقاً تطلق المو

ت رصاصاً به أبادوا النفوسا

فأقاموا بها على الروس حرباً

عبدوا نارها وليسوا مجوسا

هكذا شيّدوا بناء المعالي

هكذا أحسنوا لها التأسيسا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا بني الرافدين مالي أراكم

المنشور التالي

ألا انهض وشمر أيها الشرق للحرب

اقرأ أيضاً