قمرٌ بأفلاك الخدورِ
يسمو على القمر المنير
لدن القوام ولا قيا
س يميس كالغصن النضير
أسر الفؤاد ولم يزل
ولعاً بتعذيب الأسيرِ
أجفانهُ سكرانةٌ
من خمر مبسمهِ العطير
أضحى يلوم وما أحيلى
اللوم من ظبيٍ غريرِ
كيف انثنيت عن الهوى
انسيتَ أيام السرور
فأجبته والقلب من
ألم النوى بيد السعير
أني سمع مسلسلاً
عن كل ذي أدبٍ شهير
إن البلاغة والبراعة
عند داود الوزيرِ
فغدوت مفتون الفؤا
د بان أمثل بالحضورِ
حتى التقينا فاستوى
بصري وسمعي بالحبورِ
وتشرفت شفتي بقب
لة ذلك الذيل الطهورِ
فرأيت خير مجلب
بالمجد والكرم الوفيرِ
وسمعت من ألفاظه
داود يلهج بالزبور
فكأنما آدابهُ
روضٌ تنوع بالزهورِ
إن قال نظماً خلتهُ
بعقوده درر النخور
صدر العلوم وبدرها
بدرٌ لكل ذوي الصدور
شهمٌ إذا حضر النزا
ل يصول كالأسد الهصور
مولاي عذراً أنها
جاءت على زمنٍ قصيرِ
فاسلم ودم فاللَه يمنحك
المنى أبد الدهورِ
ويعيد بدرك مشرقاً
بالسعد في فلك البدور