وافى يميس فاخجل الغصن الرطب

التفعيلة : البحر الكامل

وافى يميس فاخجل الغصن الرطب

قمرٌ بأفلاك الغلائل محتجب

إن غاب عن عينيَّ تحت نقابه

فجماله عن افق قلبي لم يغب

طربت معاطفه بخمر دلالهِ

فتمايلت تيهاً على الصب الطرب

أفديه سحار الجفون قوامه

بمصارع العشاق مياسٌ لعب

سلب العقول بلحظه وإذا التوى

منه القوام فكل قلبٍ منسلب

أضحت لهُ كل القلوب منازلاً

فعلى م يسترق القلوب وينتهب

ما بين وجنتهِ وقلبي نسبةٌ

فكلاهما عند التلاقي يلتهب

أن انكرت عيناه سفك دمي فلي

منه الشهادة بالبنان المنخضب

لم أنسهُ والروح تخفض صوته

وحديثه مما ترشف مضطّرب

يرنو وقد فعلت بمقلته الطلي

فعل النسيم بنرجس الروض الخصب

فأباح لي ورد الخدود على تقى

وأنالني ترشاف مبسمه العذب

كم للمدام يدٌ ببذل ممنعٍ

لولا المدامة ما أطاع ولم يجب

أترى لأيام مضت رجعٌ وهل

للدهر صدق بعد افراط الكذب

يا صاح دع عتب الزمان لأنه

لو كان يدرك فعله لم يرتكب

لكنه هرمٌ ومعتوهٌ فلم

يدرِ الصواب من الخطافا عذر تصب

لك يا مريض الجفن ثغرٌ باسمٌ

طرباً ولي قلبٌ شجيٌّ ينتحب

ليس الخليّ كذي الصبابة والهوى

شتان ما بين الحبيب ومن يحب

كلا ولا كل الكرام ذوو ثناً

هل كل ذي شرف كعبد المطلب

عني الشريف ابن الشريف ومن إلى

سامي علاه كل فضلٍ ينتسب

الطاهر الشيم الكريم أبو الحجى

وأخو الصلات لكل عافِ مقتضب

إن تسئل العليا فبدرٌ مشرقٌ

أو تطلب الجدوى فغيث منسكب

شهمٌ أتى بسماحةٍ وشجاعةٍ

ما حاتم الطائي ما معدي كرب

ومهذبٌ في كل مجدٍ راغبٌ

لكنه عن كل سوءٍ قد رغب

هممٌ لهُ جاءت بحسن مآثرِ

غراءَ فوق مراتب العليا تثب

أسدٌ يكرُّ على الخميس مجلبباً

بعزيمة أمضى من العضب الذرب

ويؤب من هتك السوابغ رمحه

يبكي دماً وسنانه الماضي ثلب

العلم من أوصافه والحلم من

أخلاقه والفضل دانٍ مقترب

ورث السيادة كابراً عن كابرٍ

كل المحامد والفضائل مكتسب

أخذ الثنا عن غالبٍ لم ينثني

عن نيل غايات الفخار ولا غُلب

مولىً من القوم السراة ومن همُ

أذكى تحيات المديح لهم تجب

قد أشرقت أحسابهم فوق العلى

نوراً فأصبح كل ذي صدرٍ رحب

أهدي إليك أبا المكارم والندى

درر المديح بدر نظمٍ يصطحب

فأقبل فتاة المدح واقفةً

على أبوابكم ترجو القبول وترتقب

قصُرَت عن الوصف الجميل ومن يرُم

أحصاءَ وصفك فهو مقصورٌ تعب

لا زلت مرفوع الجناب وسالماً

ورفيع قدرك بالسعادة معتصب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

عبير ثنا عبد الحميد يد الزهر

المنشور التالي

من الروم الكرام بدا أمير

اقرأ أيضاً

أبا علي لصرف الدهر والغير

أَبا عَلِيٍّ لِصَرفِ الدَهرِ وَالغِيَر وَلِلحَوادِثِ وَالأَيّامِ وَالعِبَرِ أَذكَرتَني أَمرَ داوُدٍ وَكُنتُ فَتىً مُصَرَّفَ القَلبِ في الأَهواءِ وَالفِكَرِ…