أأبحت يا هذي دم المهجور
والمستحب تجنب المحظور
فغدوت تغري الطرف فيا هراقه
اغراء قلبي في هوى المغرور
هلا اعتمدت افاقتي من سحره
فالأجر ارقى في رُقي المسحور
وجهدت في طلب الوفاء وانه
قرب المزار ولو بوعد زور
فلقد حملت كثير هجرك مشفقا
وقليل وصلك ذاهب بكثير
وضللت سلواني عليك وضل من
يهواك بالتبديل والتغيير
يكفيك من حالي حلاه وربما
اغنت اشارات عن التقرير
لا اشتكيك وام دفر اشتكى
لمجيب داعي نصرتي ومجيري
مولى موالي عصره بل دهره
فخر الأئمة مرجع الجمهور
مولى يروق بيانه وبنانه
المطرف في التحرير والتحبير
كشاف اغماض المعاني جامع
الأرشاد مغنى فقر كل فقير
حاوي الهدى مصباح انوار التقي
كنز الفضائل معدن التطهير
مفتي الورى علما وحلما باذخا
اربي على رضوى حجى وثبير
أنهيك يا علم العلوم ألوكة
صدرت والا نفثة المصدور
إنا لفي زمن بنوه أساود
بأساور وقساور بقصور
واليتهم فخبرت غدر طباعهم
زمناً ولا ينبيك مثل خبير
حرب لسلمك فاعتبر في نصرهم
عقبى الخراساني والمنصور
رفعتهم الأيام بعد اضافة
والرفع ليس يجوز بالمجرور
والمبتدا في الأصل كان مقدما
ولربما خصته بالتأخير
نحوية لكنها لضرورة
حكمت بمد الهمز للمقصور
لا تحلن الأقدار في اعرابها
قد ترفع الأسماء بالتقدير
مكسورة قد حاولت اكسيرها
من جابر والجبر للمكسور
حكم مضت افعالها من قبل ان
تلقى جوازمها على المأمور
والدهر بالتمييز ينصب ناقصاً
ويجيز خفض الكامل الموفور
ليغره بمتاع عيش باطل
وحياة دنيانا متاع غرور
وإذا البصائر لم ينر نبراسها
اخطا الصواب بهن كل بصير
انفاسها ودموعها لم يبرحا
بالدمس في التصعيد والتقطير
قد دبرت اجزاءها ولتركها
التدبير عندك غاية التدبير
هي دون قدرك في النظام ولو
جرت منها دموع كثير وجرير
فاصرف مهب قبولها بقبولها
وارسل على حسادها بدبور
يتطاولون لطولها ولطولها
ان التطاول عغاية التقصير
يبست بها افواههم وطباعهم
واليبس طبعا في فم المقرور
والفخر يصحني بذك لكونهم
حساد كل مهذب تحرير
فاسلم وجم تمصى أمورك في الورى
كمضاء مشهود الشبا مشهور
فالمرء منيرجى ويخشى أمره
وتراه في الحالين بالمشكور