هذي ربى الأثلات من يبرين

التفعيلة : البحر الكامل

هذي ربى الأثلات من يبرين

والقاتلات لنا عيون العين

فاذهب بلبك إن أسباب الهوى

فتن العقول وعقلة المفتون

واغضض جفونك طالما بعث الأسى

للقلب لمحة ناظر وجفون

واجعل سراك إذا سلمت إلى الحمى

مسرى الخيال لمقلة المحزون

وبه معاجك كالظنون توهما

كمكارم هجت بقلب ضنين

فالشك إلا في الأحبة فاسد

وبه يقبني لا يكاد يقيني

وأنا الملوم إذا أصبت ملامة

من مغرم ما لم تكن في الدين

فلكم أهان الحب قبلك عاشقا

والحب غاية عزه في الهون

مإذا أفادك جار جيران اللوى

والنازلين على حمى جيرون

غير انهمال الدمع منك ولن ترى

الماء المعين على الهوى بمعين

وتصعد الأنفاس ليس بمسعد

يأس المحب وصفقة المغبون

تاللَه ما أمضى الصوارم والقنا

إلا بدور أشرقت بغصون

أدهى لنا من سحر بابل أعيا

ومباسماً من ابنة الزرجون

ولقد سمعت ولا أخالك سامعاً

بكثير والواله المجنون

ومتى رغبت لمحنتي بمحبتي

وتلهفي وتأسفي وحنيني

وتلفتي بالأبرقين لبارق

ما عن لي إلا لفيض عيون

مصائب الأيام عني جانباً

عندي من الأيام ما يكفيني

بي لوعة ومن الحوادث روعة

لا شي اقتل فيك من دائين

والدهر ما سالمت غير محارب

منه ولا استأمنت غير خؤون

ولشذان تصفو معيشة إمر

جبلت جبلة خلقه من طين

ان لم تكن ذا النون فالأيام من

ظلم عليك وظلمة كالنون

فعسى تعسعس ليلها ان تنجلي

بضياء غرة وجه نجم الدين

فلك الفضائل قطب دائرة لعلا

شمس الهداية بدر كل يقين

حبر تدفق بحر علم كلامه

ونظامه باللؤلؤ المكنون

ما در غير ثمين در لفظه

فينا وبعض الدر غير ثمين

خدن العفاف قرين خير دائم

وأرى قرين الخير خير قربن

فتحت أنامله لجمع عفاته

فتحاً بلا ضم ولا تسكين

فكأنها الجمع المذكر راحة

ما أعربت إلا بفتح النون

وكذا مكارم كفه لم تنصرف

لضرورة عن سائل مسكين

والجود ما وافاك جود سحابه

عملاً بلا حد ولا تعيين

يا فرع اصل من بني الحلفا نما

وجنى رياضٍ في بني البتروني

قسماً لذو المجدين اسمك مفرد

عندي بلا ثان كذى النورين

ولقد حباك اللَه افضل ما حبا

ابراره من حور عليين

بكريمة لم يلف قبل زفافها

ظبي الكناس يزور ليث عرين

من محتد فذٍ وعيص واحد

كالسين بين حروفها والشين

تتناسب الأنساب فيما بينكم

كتناسب المفروض بالمسنون

فالمجد وجه أنتما في حسنه

للمجتلى كالطرف والعرنين

والدهر روض لحتما في زهره

للمجتنى كالورد والنسرين

بدر وشمس بالسعود تقاربا

وتقارنا كالحاجب المقرون

إن لم تكن بوران عرسك من يدي

حسنٍ فأنت أمنت كالمأمون

فأربح بأيمن صفقة مأمونة

وأسعد بفال الطائر الميمون

وإليكها وسناء بازغة السنا

وعلى عداك كصارم مسنون

غراء من غرر القصائر احكمت

مدح الرئيس بمحكم القانون

ذهبت إلى المعنى البديع محاسنا

فضلا عن التذهيب والتحسين

وتنزهت عن لثم أيدي اعبد

لطم الرجاء بهن حر جبيني

علماً بأن الناس دونك في العلا

علما وأرباب القصائد دوني

ليسوا من الشعراء بعد فليتهم

شعروا حقيقة شاعر موزون

اسم بلا رسم لهم فكأنهم

لفظاً وخطاً احرف التنوين

سرقوا القوافي واستعار واحليها

فتحيروا في الوضع والتكوين

وأظنهم رفضوا المعاني عنهم

عجزوا وليس العجز كالتمكين

لم يثقب المعنى بفكر جامد

أين اقتراع البكر من عنين

والشعر أمنع جانبا من ناجذ

الليث الهصور وناظر التنين


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يعاودني لذكراك الحنين

المنشور التالي

إنا لتقتلنا العيون

اقرأ أيضاً

تلك هي المسألة

أمْرُنا مُختصَرٌ جدّاً ولا يحتِملُ الشّرحَ الطويلْ: غُمَّةٌ تَنطحُ غَمّاً وَرَذيلٌ يبتغي تَسليبَ سَلاّبٍ رذيلْ.. وعلى مُفتَرقِ الصَّفينِ…