أَرِقتُ لِذِكرى مَنزِلٍ شَطَّ نازِحٍ
كَلِفتُ بِأَنفاسِ الشَمالِ لَهُ شَمّا
فَقُلتُ لِبَرقٍ يَصدَعُ اللَيلَ لامِحٍ
أَلا حَيِّ عَنّي ذَلِكَ الرَبعَ وَالرَسما
وَأَبلِغ قَطينَ الدارِ أَنّي أَُحِبُّهُ
عَلى النَأيِ حُبّاً لَو جَزاني بِهِ جَمّا
وَأَقرىء عُفَيراءَ السَلامَ وَقُل لَها
أَلا هَل أَرى ذاكَ السُها قَمَراً تَمّا
وَهَل يَتَثَنّى ذَلِكَ الغُصنُ نَضرَةً
بِجَزعي وَهَل أَلوي مَعاطِفَهُ ضَمّا
وَمَن لي بِذاكَ الخِشفِ مِن مُتَقَنَّصٍ
فَآكُلَهُ عَضّاً وَأَشرَبَهُ شَمّا
وَدونَ الصِبا إِحدى وَخَمسونَ حِجَّةً
كَأَنّي وَقَد وَلَّت أُريتُ بِها حُلما
فَيا لَيتَ طَيرَ السَعدِ يَسنَحُ بِالمُنى
فَأَحظى بِها سَهماً وَأَنأى بِها قِسما
وَيا لَيتَني كُنتُ اِبنَ عَشرٍ وَأَربَعٍ
فَلَم أَدعُها بِنتاً وَلَم تَدعُني عَمّا