يانشر عرف الروضة الغناء

التفعيلة : البحر الكامل

يانَشرَ عَرفِ الرَوضَةِ الغَنّاءِ

وَنَسيمَ ظِلِّ السَرحَةِ العَيناءِ

هَذا يَهُبُّ مَعَ الأَصيلِ عَنِ الرُبى

أَرَجاً وَذَلِكَ عَن غَديرِ الماءِ

عوجاً عَلى قاضي القُضاةِ غُدَيَّةً

في وَشيِ زَهرٍ أَو حِلى أَنداءِ

وَتَحَمَّلا عَنّي إِلَيهِ أَمانَةً

مِن عِلقِ صِدقٍ أَو رِداءِ ثَناءِ

فَإِذا رَمى بِكُما الصَباحُ دِيارَهُ

فَتَرَدَّدا في ساحَةِ العَلياءِ

في حَيثُ جَرَّ المَجدُ فَضلَ إِزارِهِ

وَمَشى الهُوَينا مِشيَةَ الخُيَلاءِ

وَسَرى فَجَلّى لَيلَ كُلِّ مُلِمَّةٍ

قَمَرُ العَلاءِ وَأَنجُمُ الآراءِ

مِن مَنزِلٍ قَد شَبَّ مِن نارِ القِرى

ما شابَ عَنهُ مَفرِقُ الظَلماءِ

لَو شِئتُ طُلتُ بِهِ الثُرَيّا قاعِداً

وَنَشَرتُ عِقدَ كَواكِبَ الجَوزاءِ

وَلَثَمتُ ظَهرَ يَدٍ تَنَدّى حُرَّةً

فَكَأَنَّني قَبَّلتُ وَجهَ سَماءِ

وَمَلَأتُ بَينَ جَبينِهِ وَيَمينِهِ

جَفنَيَّ بِالأَنوارِ وَالأَنواءِ

مُتَهادِياً مابَينَ أَبطَحِ شيمَةٍ

دَمُثَت وَهَضبَةِ عِزَّةٍ قَعساءِ

كَلَفاً هُناكَ بِغُرَّةٍ مَيمونَةٍ

خُلِقَت أَسِرَّتُها مِنَ السَرّاءِ

لَو كُنتَ تُبصِرُني أَدورُ إِزاءَها

لَنَظَرتَ مِن شَمسٍ وَمِن حَرباءِ

أَرسى بِهِ في اللَهِ طَودُ سَكينَةٍ

وَعَدالَةٍ وَاِمتَدَّ حَبلُ رَجاءِ

خَلَعَ القَضاءُ عَلَيهِ خِلعَةَ سُؤدُدٍ

غَنِيَت بِشُهرَتِها عَنِ الأَسماءِ

عَبِقَ الثَناءُ نَدى الحَيا فَكَأَنَّهُ

رَيحانَةٌ مَطلولَةُ الأَفياءِ

أَبَداً لَهُ في اللَهِ وَجهُ بَشاشَةٍ

وَوَراءَ سِترِ الغَيبِ عَينُ ذَكاءِ

قَد راقَ بَينَ فَصاحَةٍ وَصَباحَةٍ

سَمعُ المُصيخِ لَهُ وَعَينُ الرائي

وَكَأَنَّهُ مِن عَزمَةٍ في رَحمَةٍ

مُتَرَكِّبٌ مِن جُذوَةٍ في ماءِ

بَينَ الطَلاقَةِ وَالمَضاءِ كَأَنَّهُ

وَقّادُ نَصلِ الصَعدَةِ السَمراءِ

لَو شاءَ نَسَخَ اللَيلِ صُبحاً لَاِنتَحى

فَمَحا سَوادَ اللَيلَةِ اللَيلاءِ

تُثني بِهِ ريحُ المَكارِمِ خوطَةً

في حَيثُ تَسجَعُ أَلسُنُ الشُعَراءِ

وَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّ رَجعَ نَشيدِهِ

فَصلُ الرَبيعِ وَرِنَّةُ المُكّاءِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نبه وليدك من صباه بزجرة

المنشور التالي

ألا قل للمريض القلب مهلا

اقرأ أيضاً

أهلا بأول مسلم

أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ في المَشرِقَينِ عَلا وَطار النيلُ وَالبُسفورُ فيـ ـكَ تَجاذَبا ذَيلَ الفَخار يَومَ اِمتَطَيتَ بُراقَكَ الـ…

مرثاة قطة

عرفتك من عامين.. ينبوع طيبةٍ ووجهاً بسيطاً كان وجهي المفضلا.. وعينين أنقى من مياه غمامةٍ وشعراً طفولي الضفائر…