أساء الرأي أم عزب الرسول

التفعيلة : البحر الوافر

أساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُ

وقد حضرتْ شَمولٌ والشمولُ

أظنُّ الرأيَ ساء ولِمْ وأنَّى

وذاك النُّور ليس له أفولُ

أحينَ بسطتَ فضلك زال عني

كريمٌ من حِفاظِك لا يزولُ

وحالتْ صفحةٌ ما كان رأيٌ

يريني أنها أبداً تحولُ

أيا أملي أتمرعُ بطنَ كفٍّ

لعافٍ واللقاءُ له مُحولُ

ألا إنّ القصاصَ لخِيمُ سوءٍ

أبتْه لك العمومةُ والخؤولُ

فمالك في القصاص فدتك نفسي

وقدْرُك عن منافستي يطولُ

حلفت لتجزلنّ لي العطايا

ورأيك أنك البرُّ الوصولُ

أما في الطّوْل جمعك بين برّي

وتقريبي وقد وقعَ القبولُ

نعم وتزيدني ما أنت أولى

به ويُحقُّ فضلك ما أقولُ

وتضمنُ ذاك أعراقٌ كرامٌ

تهزُّك لي وأخلاقٌ سُهولُ

كأنك بي أقولُ وقد أتاني

رسولُك بعدما غالته غولُ

بدأتَ بمعشرٍ ليسوا عيالاً

عليك فلو بدأت بمن تعولُ

بل الثقلان كلُّهمُ عيالٌ

عليك لأنك الغيثُ الهطولُ

ونحوك تُعمِل السَّفرَ المطايا

وفي أذرائك الإنسُ الحُلولُ

كأن عفاةَ فضلك في مجالٍ

وكيف تريث عودةُ منْ يجولُ

يردُّهمُ انهيالك بالعطايا

وما ينهالُ منك هناكُ جولُ

فلا تتقدمِ الضعفاءَ منا

إلى معروفك الجُلُدُ الحُمولُ

أَفُكِّهَ معشرٌ ولهم فضولٌ

وأُغللنا وليس لنا فضولُ

كمصباحِ الكرام بني بويبٍ

أبى حسنٍ لشانئهِ الهُبولُ

وما بي أن أنافسه نفيساً

وكيف يُنافَسُ الحرُّ البذولُ

تحيَّةُ روحِ ندمانٍ ومجنى

فكاهاتٍ تُجَرُّ لها الذيولُ

وإن نفاستي حظاً عليه

للؤمٌ في الخليقةِ بل سُفولُ

ولكنَّ المكانَةَ منك حظُّ

تجورُ لها الفلاسفةُ العُدولُ

وفُكِّه معشرٌ ضعفاءُ مثلي

ولكن كلُّهم طبِنٌ حيولُ

كشهريٍّ لديك ومعشريٍّ

طفيليَّينِ شأنُهما الوُغولُ

إذا شاءا أطافا كلَّ يومٍ

بحيث يخالفُ النَّهمُ الأكولُ

وكلّ فتىً له وجهٌ وثيقٌ

متى ما شاء أمكنه النزولُ

وإنا في صناعتنا لرهطٌ

ودولتُنا بدولتكم تدولُ

طفيليّون من نحلُل ذراهُ

فأمُّ طعامِه الأمُّ الثكُولُ

ولكن خانني شركاءُ سوءٍ

وغلّوا لا صفا لهُمُ الغُلولُ

وإن عادوا إلى أخرى سواها

تُتُبِّعتِ الطوائلُ والذحولُ

وأحسبهم ستُنذرهم بيأسٍ

عقولٌ لا تباعُ بها العقولُ

وإن عاد الرئيسُ لبخس حقي

غضبتُ وغضبتي أمرٌ يهولُ

ولستُ كمنْ له قلمٌ مطاعٌ

تُهال الرَّجلُ منه والخيولُ

ووجهٌ مثلُ بدر السعد أمسى

وليس عليه من ليلٍ سُدولُ

عذلتكمُ على استمرار ظُلمي

ولولا الظلم ما عذلَ العذولُ

على أني أرى ما نلتموه

إليّ لدى تأمُّله يؤولُ

إذا ما ليلةٌ قصُرتْ عليكم

فليس لها هناك عليّ طولُ

وأرجو توبةً منكم نصوحاً

وبعضُ القومِ توبتُهُ خُتُولُ

منحتُكها مطفَّلةً تُباري

ذبابَ السيفِ ليس لها نُكولُ

ولو أني أشاءُ لقلتُ غيرَى

ظلامتُها جفاؤك يا ملولُ

تشكَّى ما اشتكاه أنينُ مُضنىً

وتحكي ما حكى دمعٌ همولُ

فإن تكُ محضري كَلّاً ثقيلاً

ففي الكرماء تُحتَمل الكلولُ

وما بي سلوةٌ فأقول سيروا

فإن الريحَ طيبةٌ قبولُ

وأنتَ إذا المثابةُ ظلَّلتْنا

دليلُ هُدىً يلوذ به الضَّلُولُ

ونِعْم الجذْل للتدبير نأوي

إليه إذا تضعضعت الجذولُ

ضَمومٌ كلما انفرجتْ صدوعٌ

صَدوعٌ كلما التبست شكولُ

فدبّر لي عليك عساك تُنقي

ضميرك لي وقد ينقي الغَسُولُ

ومما أشتكي أني فريدٌ

وأن الناس كلهم بُعولُ

أباتَ المالُ نسوتَهم حبالى

وبتُّ وزوجتي بِكرٌ بتولُ

ومالي زوجة إلا الأماني

مُعلّلةً بلا لقحٍ تشولُ

وقلبي بينكم عانٍ بعانٍ

عليه من روادفهِ كُبولُ

يقابلُ والعيونُ مُصحَّحاتٌ

ويدبِر والعيونُ إليه حُولُ

فيالهفي ويا أسفي أمثلي

لكلّ مذلَّةٍ جملٌ ذلولُ

أأثْني حرْبتي عن كل قِرنٍ

له من طرفهِ سهمٌ قتولُ

يصيب مقاتلي ومعي سلاحي

وأنتم حاضرون ولا أصولُ

قضيتُ من الدُّعابةِ نخبَ لهوٍ

وما ترك المداعبةَ الرسولُ

وقد زاح المزاحُ وآن جدٌّ

كجدّ الليثِ حفّتْهُ الشبولُ

ولست بمُوعدٍ بالشرّ لكن

كذا تُدْلي شقاشقها الفحولُ

لك الآلاءُ عندي والأيادي

فلِمْ أمست تخالِطُها تُبُولُ

وقد سيرْتُ أنكمُ غيوثٌ

تجودُ ولا تكون لها وُحولُ

وما من مُزْنِكم ما فيه دجنٌ

ولا من ريحكم هَيْفٌ جَفُولُ

وإني لَلفتى القوّالُ فيكم

وإنك لَلفتى فينا الفعُولُ

ومالي لا أقول وقد أقرّتْ

ليَ الشبانُ طُرّاً والكهولُ

وأوضاح الأغرّ مفضَّلاتٌ

ولكن دونَ غرِّتهِ الحُجُولُ

وعهدُك صِبغةُ اللَّه استُجدّتْ

فلا تَكُ كالخضابِ لها نُصولُ

ولاحِظْني بطرفِك لا حديداً

ولا مستكرهاً فيه فلولُ

وأتبِع نائلاً بغنىً وشيكٍ

فإنَّ القطر تتبعه السُّيولُ

ورفّلْني ونفّلْني فعندي

ثناءٌ فيك مِرقالٌ ذَمُولُ

وليس معارضي إلا زهيرٌ

ومن أبكته حَوْمَلُ والدخولُ

وما أمتنُّ شكري وامتداحي

وهل لك من حُلى مدحي عُطولُ

ألست معَانَ معرفة وعُرفٍ

فكيف يغُول مدحَك من يغولُ

عطايا تُعتفى منها العطايا

وعقلٌ تُسْتَقى منه العقولُ

وما ارتفعت كهمَّتك الثريّا

ولا وألتْ كجاريك الوعولُ

فزِدني منك تقريباً وبِشراً

فإن الجنسَ تتبعُهُ الفصولُ

وما بي نيلُ ما استوهبتُ لكن

تُحَبُّ لحُبّ ساكنها الطُّلولُ

ولم تزل الكرامةُ أو سواها

فروعاً تُستبان بها الأصولُ

وحَظّي بالوصالِ إليك حظي

ولكن الوصالَ هو الوصولُ

وإذنُ الوجهِ لا الحُجَّابِ إذنٌ

وفي الأحشاء لا الدارِ الدخولُ

وليس حُصولُ فائدةٍ حصولاً

إذا ما أخطأ الغرضَ الحصولُ

فهبْ لي ذاتَ نفسِك ولْتُبِنها

من الإكرام آياتٌ مُثولُ

وما استبطأْتُ طولك في عتابي

كما يستبطِئُ الخَرِقُ العَجُولُ

ولا خطر التَّسَحُّبُ لي ببالٍ

كما يتسحَّبُ الحَمِقُ الجهولُ

على أني أرى التسببَ أمسى

وهىً أو كاد يدركُهُ البُطولُ

وليس يشدُّه إلا كتابٌ

مُضمَّنُ عزمةٍ فيها بُذولُ

وما أنا بالمقصّر في التقاضي

ولا أنت الدَّفوعُ ولا المطولُ

وإنِّي لَلمغَوَّثُ عند خوفي

وإنك للمعاوِنُ لا الخذولُ

وإني للمغفلُ حين يُرعَى

وإنك أنت لا الراعي الغفولُ

صحبْتُك جاعلاً سيماك فألي

وحسبي حين تشتبه الفُؤولُ

ولم أزجرْ هناك الطيرَ لكنْ

ثناؤك حين تحتفِل الحُفولُ

أُرجّي من نوالِك فيضَ بحرٍ

إذا ما أنكد الوشلُ الضَّهولُ

وما الراجي بمحرومٍ لديكم

ولا المشنوءُ عندكم السؤولُ

وقد سر المكارمَ أن أُدِلْتُم

كما سر المجمَّرةَ القفولُ

وما أفعالكم بمفعَّلاتٍ

وقولي في مدائحكم مقولُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وقفات رأيك في الخطوب تأمل

المنشور التالي

أَحاط بحرمتي ما كان مني

اقرأ أيضاً