يا قمر الموكب والمجلسِ
أفْطِر على القهوةِ والنرجسِ
أما ترى مونقَ أنوارِه
كأنه الأنوارُ في الحِندس
سَقياً له إن ابتساماته
تحكي ابتساماتِكَ في المجلس
ونشره نشرك لكنّهُ
دونك في الأصل وفي المَغرِس
وحقُّهُ الشرب على وجههِ
مع السماع المعجبِ المنفِس
اشرب عليه إنه مؤنسٌ
وإنه في زمنٍ مؤنس
في زمن الغيث الذي لم يزل
يحكيك في الجود ولم أعكس
واسمع وأسمِعنا بما لم تزل
من شهرنا الظاعن في محبِس
جزاك عنا اللَه من سيد
مثوبةَ المُربح لا الموكِس
فأيُّ أموالكَ لم تعطنا
وأي أنوارِك لم تُقبس
أنتَ الذي قلتُ بآلائه
علماً ولم أظنن ولم أحدِس
زاولتُ تمجيدَك في ساعةٍ
فأيُ معنى فيك لم يهجس
لكنني قصرتُ مستيئساً
من نيل شأوٍ فائتٍ مُؤْيس
شأوَك إن الله أجراكَهُ
ومن يجاودْ ربه يُفْلس