مواهبُ وهَّابٍ وقَى بعضُها بعضا
تُثيبك من مرزُوئها الأجر أو ترضى
ذكورٌ حباك اَللَهُ منهُم بعصبةٍ
فأعفى شبيه الكل واخْتَرمَ البعضا
طوى واحداً منهم وبقّى ثلاثةً
أعاركهُمْ مَن أَحسَنَ البسط والقبضا
وأعطاك ما تهواهُ من كل صالحٍ
وزادك طَولاً يملأ الطول والعرضا
ولا زلتَ في الأعمار خالفَ معشرٍ
وسابقهم في كلّ مكرمةٍ ركْضا
يعدُّك أهل الفضل أفضلهم حجىً
وأهونَهُم مالاً وأكرمهم عِرضا
تُنيل فتعتدُّ الثناء نوافلاً
تنفّلُها والفضل تبذُله فرْضا
ولا انفك ما تختاره وتحبُّه
يُطابقُه حتمُ القضاء الذي يُقضى
تعزّ عن الماضي وِإن هصرتْ به
يدُ الدهر غصناً من غصونِكم غضّا
وكن ماجداً لم يُغض عند هضيمةٍ
فلما أحبّ اللّه إغضاءَهُ أغضى
وعُدَّ الذي أضحى الزمانُ استردَّه
لدى الله كنزاً لا يضيّع أو قرضا
فإن الذي يُمضي الأمور مملَّكٌ
على جِلَّة الأملاك إمضاءُ ما أمضى
وقد بلتِ الدنيا المخابرَ منكمُ
فلم تبلُ إلا الصبر والكرمَ المحضا
وكنتُمْ بني وهبٍ حَيَانا ونورُنا
فكُونُوا سماءً وليكن غيركم أرضا
وإن كنت قد حرَّمتني وحرمْتَني
فأوسعتني منعاً وأوجعتني رفضا