أقول إذ قابلني وجهُهُ
لا سُقي الغيثُ صدى غدْرِ
فما أُراها أوسقت رِحْمَها
أوشاجه وهْي على طُهرِ
وجهك يا جعفر في قبحه
أولى من العورة بالسترِ
كأنما تأوي إليه الدجى
إذا هي انفضّت عن الفجرِ
محلولكٌ أحسب ديباجَه
أسففتَه من حُمَم القِدرِ
كذبتُ بل وجهك في نوره
واقْلِبْ نظيرُ القمر البدرِ
إخال ما أُوتيتَ من حسنه
سألتَه في ليلة القدْرِ
مَفْزَع إبليسَ إليه إذا
رام فتون العاتِق البِكر
كم حُرّةٍ قد رام إصباءَها
فما ارعوتْ منه إلى فكر
لو لم يُغلْغِلهُ إلى قلبها
لرامه من مطلبٍ وعْر
أصبحتَ ملهىً لي ومستهزَأً
ومرتع العارم من شعري
أبشرْ بأجرين تُوفَّاهما
غداً من اللَّه لدى الحشر
أجر على شكرِك ربّ الورى
وأنت معذور على الكفر
لأنه أولاك جلّ اسمه
ما لا يجازَى عنه بالشكر
وشاهَ تصويرَك لم يدّخر
عنك من التشويه من ذُخر
وأجرك الثاني على خُلّة
صاحبُها المحقوق بالأجر
تترك ذا الغفلة عن ربه
وربُّه منه على ذُكْر
يكرر التسبيح من هول ما
عاين من وجهك ذا عذر
فاركبْ سبيل الغي ثم اقترف
ما شئت من إثم ومن وزر
وأْمَنْ عقاب الله لا تخشَهُ
ولا تكن منه على ذعر
فالخزي قد أُسلفتَهُ عاجلاً
فأتِ الذي تهوى من الأمرِ
وفي أبي الفضل على دائه
بلية في مصدر الجَعْر
ليس لها شافٍ لدى هَيْجها
غيرُ دموعِ الكَمر العُجْر
من كل فطحاءَ علتْ مُدمَجاً
يُربي على القبضة والشبرِ
ولو ترى الرِّجس على أربع
أمام فحلٍ مُوثَق الأسر
تخلّلُ الفيشةُ هُلْباً له
قد عمَّ منه شَرَج الدُّبر
تَنوس منه وذَحاتُ استِه
كأنها أفئدة الجُزر
وهْو لما يلتذُّ من نيكه
أنفاسُهُ تَصْعَد في الصدر
أقسمت بالمقسمِ في وحيهِ
وآيِهِ بالشفع والوتر
لأتركن المِسْخ أحدوثةً
سائرة تبقى يد الدهرِ