قد عجلت لي عقوبة الخور

التفعيلة : البحر المنسرح

قد عُجِّلت لي عقوبة الخورِ

وأنت فاحذرْ عقوبة البطرِ

خِرْتُ فأملتُ ما لديك فعو

قِبْتُ بفوتِ النجاح والظفرِ

وأنت أيضاً بطرت إذ وردت

عليك دنيا وشيكة الصَّدرِ

فاصبر ستُجزَى بما بطرتَ من ال

سُوء كما قد جُزيتُ بالخور

ما آمنتْ نفسُ من رجاك بما

أنزل ربُّ السماءِ في السور

هل كان راجٍ يراكَ عِصمتَهُ

لولا اتهام القضاءِ والقدر

أسلمتني من يديك في يديَ ال

لَهِ وحَسْبي به من البشر

قِدماً كفاني وما عرفتك في

بدوٍ من الأرض لا ولا حضر

رزقي لستَ الذي تُسبِّبهُ

مسبِّبُ الرزقِ مُنشئُ الصُّور

فاركبْ طريقاً أراك راكبَهُ

يُفضى بركبانه إلى الغِيرِ

نُعماك عندي التي أقرُّ بها

أنك أصبحت لي من العبر

أصبحت لي عِبرة رأيت بها

رشدي وقد كنت زائغ البصرِ

وشكر تلك اليد الدنيئة إع

فائيكَ مني يا تافه الخطر

بل ذاك حظي فلست أحسبُهُ

عليك شكراً يا شرّ مختبرِ

والذم شُكرِيك إذ رأيتك ته

وى الذمّ فاصبر لشرّ منتظَر

وحبُّك الذمَّ لائق بك ما

أشبه خَطْم الخنزير بالقذر

أنت الوزير الذي وزارتُهُ

معدودةٌ في الكبائر الكُبَر

فاذهبْ عليك العفاءُ من رجل

لا بل عليك الدَّبار في سَقر

آخر جهلي بك الغداةَ عِتا

بيك وما للعقابِ والحجرِ

لا جهلَ لي بعده وكيف وقد

كَيَّسني ما وُهبتُ من حذر

لهفي لآصالي التي اتصلت

في غير شيء لديك بالبُكر

كدرتَ قبل استقاء آملك ال

خائب قبحاً للوجه والخبر

ولو أثارتك دلوهُ رجعتْ

إليه مملوءةً من المدر

وكيف يصفو الذي أثار به

من كُدِّرت عينه ولم يُثَر

أبديتُ في أُوليات لؤمك ما

قدرتُ في أخرياته الأخرِ

هلّا بدا الصفو منك ثم بدا

رنْقُك مِثل الطِلاءِ والسَّكر

أو كُدِّرَ البدءُ ثم أعْقبه

صفوٌ ففي ذاك وجه معتذَر

بل كنتَ كالأسودِ الغليظ أخي ال

نَتْن لمن شمَّه وذي الوضَر

كالقَطِران الذي يُرى أبداً

في رأسهِ ما اقتنى من العكر

وذاك يصفو لدى إماطةِ أع

لاهُ وما إن تزال ذا كدر

أصبحتَ حزت النقيصتين معاً

تقصيرَ سعيٍ ضَوى إلى قِصَر

دِنتَ بدينٍ من النذالة أد

دتْكَ إليه لطافةُ النظر

يا لك من حكمةٍ ملعَّنةٍ

أمرِّ ما أثمرتْ من الثمرِ

وكيف يحلو جنىً مَطاعِمُهُ

منك بعودٍ من أخبث الشجر

فكَّرْ أبا البنت هل تُؤثِّل ما

تجمع إلا لناكحٍ ذَكر

تغْصبه أهلَهُ وتمنعُهُ

حقوقَهُ للقُمدِّ ذي العُجَر

واسوأتا للحكيمِ همتُهُ

إشباعُهُ بنتَهُ من الكمر

يجمع ما يخطِب الأيور به

غدا إذا غيَّبَتهُ في العَفَر

مُطَّرَحاً حقّ من يلوذ به

إلا المُنى أو كواذبَ العِذر

يا أيها الفيلسوف ذا الحكم ال

جمّةِ مما روى ذوو الفِكرِ

هل حكمةٌ أنَّ قفلَ كفك لا

يفتَح إلا بمِفتَح العُذَرِ

تبخل إلا على القُمُدّ إذا

شقَّقَ ذاتَ الدلالِ والخفر

تُضحي وتمسي وأنت ملتمسٌ

أعيَطَ كالرمح من ذوي الطُّرر

ينزو عليها فتستمِيت لهُ

فيغتدي في النُّزاء والأشر

يعجبُك الفحلُ في تراجعه

على عِجان الفتاةِ بالسَّحر

للَّه ماذا يكون بينهما

إذا تلاقتْ مداهن السّرَر

لهفُك أنْ لا تكون عندهما

إذا أجابا الحقيقَ بالنُّخَر

ذلك أشهى إليك من نغم ال

شدو تناغيه غُنّةُ الوتَر

وهي تفدِّيه بالأب الأحمق ال

مائق والرُّهزُ طائرُ الشَّرر

لتِلك أثَّلتَ أو لذي هَوجٍ

أصبحت تُكنَى به أبا العبر

يُكَنى أبا صالحٍ وصالحُهُ

تكثيرُهُ من يحُلّ في الحفر

لا تدعُوَنْ بالبقاء ويك له

فموتُهُ من أخاير الخير

قفاه هول لمن تأمَّلهُ

ووجههُ طِيرةٌ من الطّيَر

إذا تلَّوى على مُجالسِهِ

في الحفل عاينْتَ شُهرة الشُّهر

فإن تعاطى الحديث مات من ال

عيِّ وأبصرتَ عُرّةَ العُرر

يصفِر في السير ماله صَفِرَت

به دواعي المنون في صفر

مُبثبِثاً مثلَ عمّه الأعور ال

معورِ أهلِ الإعوارِ والعَور

يُتعِب جلاسَهُ ويُنصِبُهم

نَوْكاً فيودي بكل مصطَبر

أوْدِع سِواه الذي جمعتَ لهُ

إن كنت ترعاه يا أبا البقر

فلو جمعت الجبال أتلفها

في غير حقٍ يُقضى ولا وطر

وإن وقفت الوقوفَ فاز بها

قاضٍ يرى ظلمَ كل ذي صِغر

يأكلها تارة ويُؤكِلها

طوراً وكيلاً بأغلظ الأجر

وابنك ممن يشيخ وهو من ال

أيتام يا لليتيم ذي الكِبر

ليس يراه امرؤ فينصِفَهُ

والظلم مُغرىً بكل محتقَر

لا يرتجي المرتجون عدل أبي

بكرٍ على مثله ولا عمر

فاطلب لإرث الشقيّ عنك غداً

مستودِعاً إن أثرت أو فَذَر

أودعْه أهلَ الوفاءِ في مِننٍ

تُعقَد لا في الصِّرار والبِدَر

أودِعْ له المال لا على جهة ال

إيداع بل كالجِباء والشَّبر

يحفظْك فيه المحافظون إذا

أضحى من الضارطين بالكِسر

واهاً لها من نصيحةٍ صدرت

من صدرِ حُرٍّ عليك ذي وَحر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا رب شوهاء لجوج الزنا

المنشور التالي

أأسماء أي الواعدين ترينه

اقرأ أيضاً

هلا أنختم لابن وحف فإنه

هَلّا أَنَختُم لِاِبنِ وَحفٍ فَإِنَّهُ لَكُم بِالمَخازي يَومَ أَبقَينَ مَتيَحُ وَرَدَّ عَلَيكُم مُردَفاتِ نِسائِكُم بِبَطحاءِ ذي قارٍ صَلادِمُ…