تخلَّفتْ شنطفٌ فقلنا
ما فعلتْ أختُنا الضريرَهْ
قالوا هوت من ذُرى جدارٍ
عالٍ فقال الجميع خِيره
يا حبذا أن تغيب عنا
غيَّبها اللَّه في الحفيره
نُبِّئتُ مِسخاً قد اشتهاها
وهْي بأشباهه جديره
ألطفها من صبا إليها
ببيضَتَيه على سطيره
قلت لمن شنطفٌ هواهُ
لا تحتقر بعدها حقيره
عُلَّقتها قحبةً ضروطاً
جَوزية القَدِّ مستديره
تنظر من كوكبي رصاصٍ
في ظهر دوَّامةٍ صغيره
بلا شبيهٍ ولا عديلٍ
ولا نظير ولا نظيره
تَطفِرُها فأرةٌ ولكن
للذرْع في بظرها مسيره
في بظرها ألفُ ألفِ رطلٍ
وإنما وزنها شعيره
ومن قبيحِ القبيح عندي
بظرٌ طويلٌ على قصيره
حَوصاء خوصاءُ ذات عين
زرقاء في زرقة المَضيره
حَصَّاءُ لا نبت في قفاها
ولم تزل لاستها ضفيره
تُغَضُّ عنها العيونُ قبحاً
ورُبّ مهتوكة ستيره
غناؤها كله كِياد
من نضْح أشداقها المطيرَه
تنضح بالريق من كنيفٍ
حديثُه في الأنام سيرَه
في نكهة تورد المنايا
ليست على النفس باليسيرَه
وفي السراويل كل يوم
من عُجنةٍ قد مضت خميرَه
بكّوا سراويلها المُلقّى
بدمعة منكُمُ غزيره
بحّاءُ في حلقها خريرٌ
دوّارةٌ سَلحها حريره
وتحت آباطها صُنان
علاجه جَعسُها ذريره
يسيل من أنفها مُخاط
في بعضه للذباب مِيره
والوجه بَرٌّ بغير ماءٍ
والطِيز بحر بلا جزيرَه
أضحت تُعير القرودَ قبحاً
أصنافه عندها كثيرَه
فهُنّ يشكرن فعل أختٍ
مُعيرةٍ غيرِ مستعيره
تغازل المُرد في الزوايا
وبُنتها شيخة كبيره
ومن أعاجيبها التشاجي
كأنها غادة غريره
عُواؤها في الديار شؤم
ووجهها في الطريق طِيره
تضرب خَيشاً إذا تغنَّت
عليك في قائم الظهيره
والفسق إن قَحَّبت جِهارٌ
والصوت إن كَرَّعت سريره
يقودها الغُمر للمعاصي
بلا سفير ولا سفيره
فيها لمن ناكها عِقابٌ
فلا تَخْف بعدها جريرَه
لَيُسخِننَّ الهجاءُ عيناً
من شنطفٍ بالزنا قريره
ويل لها تستحثُّ ويلاً
من حاربت غير مستشيره
تعرضت يومَ كايدتْني
وأقدمت غير مستخيره
وكل عنْز دنا رَداها
لشفرة الذبح مستثيره
يا ليت شعري بأيِّ جارٍ
تُضْحي من الموت مستجيره