يقول ابن عمار مقالة مخلص

التفعيلة : البحر الطويل

يقول ابنُ عمَّارٍ مقالةَ مخلِصٍ

لسيد تُرْكُسْتَانَ طُرّاً وخُزْلَخِ

إليك أبا عثمان أهْدِي تحيةً

ثناءً كريحانِ الجِنَانِ المضَمَّخِ

شكرتُكَ أنْ أَوْلَيْتَنِي ومنحتني

عَوَاطِفَ نُعْمَى مَاجِدٍ منك أبْلَخِ

رَدَدْتَ ليَ الإِشْرَاعَ بعد بُطُولِهِ

فَبُؤْتُ بِعِزٍّ بَاذِخٍ كلَّ مَبْذَخِ

وأمَّنْتَ قلبي أن أُسَامَ هَضِيمَةً

فأفْرَخَ عنْهُ روْعُهُ كلَّ مُفْرَخِ

نَسَخْتَ بمُرِّ الحقُّ مظنونَ شُبْهَةٍ

أخَالَتْ ومَهْمَا ينْسِخ الحقُّ يُنْسَخِ

وقد كانَ ماتَ الحقُّ إلا حُشَاشَةً

ولكنْ نَفَخْتَ الرُّوحَ في كلِّ مَنْفَخِ

فأضْحَى يرى بين العَداءِ وبيْنَهُ

بِمَنْعكَ منه بَرْزَخاً أَيَّ برْزَخِ

ولا بِدْعَ أن دَوَّخْتَ بالحق باطلاً

فكم باطلٍ بالعدل منك مُدَوَّخِ

وكان ابنُ عمَّار يُرَجِّيكَ لِلَّتي

يقال لها عند الشدائد بَخْ بَخِ

وكنتَ الذي يحنُو على مستجِيرِهِ

بِعَارِفَةِ المولى وعائدة الأَخِ

ولو أن داري حسْبُ هَمِّك في العُلا

وفي العُرفِ أضحى صَحْنُها ألفَ فرسخِ

فكيف ترى الإِضرار بي في جناحها

أبَى ذاك مجدٌ شامخٌ كلَّ مَشْمَخِ

أقولُ لِعيْسٍ أقبلت بمُخِبِّهَا

على الأَيْنِ تَفْرِي سَرْبَخاً بعد سربخِ

عليكِ ابنُ تَكْسِينٍ فَأُمِّي جنابه

تُنَاخي إليه سهلةَ المتنوَّخِ

فتى غيرُ ما عِلْجِ الخليقة خِلْفِها

ولا خَنِثِ الإِترافِ مثْلِ المُفَنَّخِ

تقابل منه العينُ عند طلوعه

ضياءً متى يُصْبَبْ على الليل يسْلخِ

جوادٌ يرى تطهير عرضٍ وملبسٍ

وتدنيس طَبَّاخ وتسويد مَطْبَخِ

يُوَبِّخُهُ إحسانه أو يُتِمُّهُ

وإن لم يكن في فعله بالمُوَبَّخِ

إذا ما العُلا عُدَّت فأيُّ مُصَدَّرٍ

به عن أبي عثمانها ومُؤَرَّخِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا صارخا في جموع ليس تصرخه

المنشور التالي

يا ابن حرب كسوتني طيلسانا

اقرأ أيضاً

كسارة البندق

إلى بيتر آيليش تشايكوفيسكي I على أرجُوحةِ نُحـاس من بقايا خَلْق المجرّات، نتهدّجُ بخشوع ووقار إجلالاً وتكريماً لحُزْنك…