أما أصبحت عن ليل التصابي

التفعيلة : البحر الوافر

أما أصبحت عن ليل التصابي

وقد أصبحت عن ليل الشباب

تنفس في عذارك صبح شيب

وعسعس ليله فكم التصابي

شبابك كان شيطاناً مريدا

فرجّم من مشيبك بالشهاب

واشهب من بزاة الدهر خوّى

على فودى فألمأ بالغراب

عفا رسم الشباب ورسم دار

لهم عهدى به مغنى رباب

فذاك ابيضّ من قطرات دمعى

وذاك اخضّر من قطر السحاب

وذا ينعى إليك النفس نعيا

وذلكم نشور للروابي

كذا دنياك ترأب لانصداع

مغايظة وتبنى للخراب

ويعلق مشمئز النفس عنها

باشراك تعوق عن اضطراب

ولولاها لعجّلت انسلاخى

عن الدنيا وإن كانت إهابي

عرفت عقوقها فسلوت عنها

فلما عفتها اغربتها بى

بليت بعالم يعلو أذاه

سوى صبري ويسفل عن عتابي

وشب لي الصواب خلاط قوم

وكم كان الصواب سوى الصواب

أخالطهم ونفسي في مكان

من العلياء عنهم في حجاب

ولست بمن يلطخه خلاط

متى اغبّرت اياة عن تراب

إذا ما لحت للأبصار نالت

خيالا واسمدرّت عن لبابي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هو الشيب لا بد من وخطه

المنشور التالي

هذي منازلهم أما تتذكر

اقرأ أيضاً

ويحل منه نديه

ويحُلُّ منهُ نديَّهُ طَوْدٌ وقِرْضابٌ وبَحرُ فالدَّهْرَ شيمةُ نفْسهِ جودٌ واِقدامٌ وصّبْرُ عَضُدٌ لدينِ اللّهِ مِن هُ لهُ…