أَيا لَيلَةً بِالأُنسِ راقَت كُؤوسُها
فَنالَت بِها الأَلبابُ أَطيَبَ مَرشَفِ
رَوى حُسنَها عَن يوسُفِ الحسنِ وَاِغتَدى
بِها كُلُّ قَلبٍ قَلبَ يَعقوبَ إِذ جفي
لَقَد مَلَكَتْ مِنا العَواطفَ فَاِنثَنى
إَلَيها بِأَشجانِ الهَوى كُلّ مَعطَفِ
فَلَو أَبصَرَتْها عَين يَعقوبَ لَاِغتَدى
بِهِ شُغلٌ عَن قَلبِهِ المُتَلَهِّفِ
جَلاها لَنا ماضي السَليفةِ بارعٌ
طَويل يَدٍ في كُلِّ فَنٍّ مُثَقَفِ
وَأَودَعَها مِن لُطفِهِ وَشماله
بَدائعَ سحرٍ في النُهى مُتَصَرِّفِ
وَأَلبَسَها مِن حسنِ يوسفَ حُلةً
وَلا مثل ذيَّاكَ القَميصِ المغوّفِ
وَقَلّدها مِن دمعِ يَعقوبَ إِذ همى
قَلائدَ دُرٍّ بِالبَهاءِ مُرصَّفِ
فَلا زالَ رَوضاً لِلّطائفِ مُحْيياً
بِطيب شَذا أَنفاسِهِ كُلّ مُدنَفِ
يَمرُّ نَسيمُ الشُكرِ في عَذَباتِهِ
فَيَنشُرُ عُرفَ الطِّيبِ في كُلِّ مَوقفِ