ها تعيدين سنيني بعد عشرين سنةْ
بفمي منها بقايا
وبعينيَّ حديثُ الأمكنةْ
هل ترى عدنا
أم امتدَّ حنيني
فتشظى من غبار الأزمنةْ ؟
وعلى كفيَّ يخضرُّ حديثٌ
لغةٌ دارجةٌ ، شعرٌ مقفى
أغنياتٌ معلنةْ
ها هنا أنتِ تعيدينَ بعنفٍ
ما تناسيتُ من الأمسِ
فقد مرَّ زمانٌ كلُّ شيءٍ ممكنٌ فيه
سوى عودته الأولى ،
تراها ممكنةْ ؟
ما تمنيتُ وعادتْ
ربما عادتْ على كفيكِ كي تأخذني
مما أنا فيه من الخوفِ
ومن كلِّ الحكايا المحزنةْ
فلكم مرَّ على القلبِ ضحايا
من قلوبٍ سفحتها آفةُ التغييرِ ،
مقتُ الرهبنةْ
فاستعدي ..
ها أنا منتبهٌ حدَّ الخلايا
ومقيمٌ ثابتٌ حدَّ الوصايا
فانثري سوسنةَ الحبِّ لتزهو سوسنةْ
وارفعي سقفَ أغانيكِ
أعيديني لجرمِ الأغنياتِ ، الرائعاتِ
الصادقاتِ ، السلطنةْ
ودعي لي لحنَ ما أختارُ منها
من مقاماتٍ تثيرُ الوجعَ المكتظَّ بالحسنى
دعي لي الدندنةْ
لم تعدْ بي شهوةُ الذكرى لمن مرَّوا
ولا سردُ الأحاديثِ وعن كانتْ
وعن قالتْ وعن جاءتْ وعن غابتْ
كرهتُ العنعنةْ
أكتفي منكِ بهذا القدرِ من حبٍّ
ومن إعجابك الرائعِ
إن ناديتِ يا شاعرُ
تكفيني الحروفُ الليَّنةْ
ومن اللثغةِ في حرفينِ
إن شئتِ ثلاثاً
لستُ معتداً بعلم الألسنيَّاتِ وعلمِ اللثغنةْ
ومن اللثغةِ إن غيرتِ حرفَ الراءِ بالغينِ
وناديت : ( كَغيمٍ )
لستُ معتداُ بحرف الراءِ
مزهواً بما أنتِ به من أنسنةْ
****
تعبَ القلبُ وحقٌ أن أراعيهِ
وأن يعرف من بعد اغترابٍ مسكنهْ
ويواري خوفهُ حيناً
يواري مرةً رُعبَ انتظارٍ طالَ
يختاركِ أضلاعاً تداريهِ
ليلقى مأمنهْ
ها تعيدين سنيني بعد عشرين سنةْ
بعد أن ماتتْ بقلبي ذكرياتٌ
وهوىً غادرَ لم نبكِ كثيراً
لم نجدْ قبراً نواريهِ
تراضينا من النسيانِ قبراً
وتراضيناهُ لما كفَّنهْ
اقرأ أيضاً
وما أنزر الطرف فيمن نرى
وَما أَنزَرَ الطَرفَ فيمَن نَرى وَلَو أَصبَحوا مِلحَصى أَكثَرا سِوى رَجُلٍ ضَمِنَتهُ الطَريقُ وَنَحنُ ضُحىً نَقصُدُ العَسكَرا فَقالَ…
يا فاضلا جلت مناقب فضله
يا فاضلاً جلت مناقب فضله عن حصرها في الطرس بالأقلام لا غرو وان امسيت ذخراً للورى وملاذها بالفضل…
اسقني واسق ذفافه
اِسقِني وَاِسقِ ذُفافَه يا أَبا الحُرِّ سُلافَه وَاِسقِ رَأسَ اللَهوِ وَالظُر فِ عَلى يُمنِ العِيافَه قَهوَةً ذاتَ اِختِيالٍ…
عيبك الصلع ليس مما يغبي
عَيْبُك الصُّلْعَ ليس مما يُغَبِّي حُبَّكَ الصُّلعَ من أيور العبيدِ قد نَزفْتُ المنيَّ واسْتُكَ غَرْثى كُلَّ وقت تقول…
بليت عظامك والأسى يتجدد
بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ يا غَائِباً لا يُرْتَجَى لإِيابِهِ وَلِقَائِهِ حَتَّى القِيَامَةِ مَوْعِدُ…
تظن مزار البدر عنها يعزني
تظنّ مزارَ البدرِ عنها يعزني إذا غابَ لم يبعد على عين مُبْصِرِ وبينَ رحيلي والإِيابِ لحاجِها من الدهر…
قل للزمان صلحا
قُلْ للزمان صُلْحا قد عاد ليلي صُبحا جادَ فزار قمرٌ كان لَوَى وَشحّا يلبَس جِنحا من دجى ال…
أدارهم بين الأجارع فالسدر
أدارَهُمُ بيْنَ الأجارِعِ فالسِّدْرِ سقَتْكَ الغَوادي كلَّ مُنْسكِب القَطْرِ أجيبي تجافَتْ عنْ رُباكِ يدُ الرّدَى ولا نَضِبَتْ أمْواهُ…