قالتْ : رأيتكَ قبلَ هذا اليومِ
هل أنت المغني .. ؟
هل يتيمكَ الغناءُ
قلتُ : لا
لستُ المغني
لستُ من يَهَبُ النساءَ مشاعراً حبلى
بزيفِ الانتظارِ إذا توشحها اشتهاءُ
يبكي وما من دمعةٍ
يشكو وما من غصةٍ
وإذا تبسمَ قد بدا من زيفِ بسمتهِ الرياءُ
ليعيشَ ما يبدو عليهِ مراهقاً
والأربعون تشدهُ للقبرِ أو للحكمةِ الكبرى
يعيشُ مراهقاً أبداً لتتبعهُ النساءُ
.
قالتْ : أظنكَ لاعباً
ذكرتكَ خارطةُ الجرائدِ
ربما سجّلتَ أهدافاً
وقد أنقذتَ أهدافاً وأنصفكَ العطاءُ
قد قلتُ لا تَهِني
فلستُ بلاعبٍ في السيركِ أو في ملعبٍ
أنا لستُ خيلاً للسباقِ
أفوزُ كي يحظى سواي بمجدهِ
وأموتُ كي تنعى الجرائدُ موتَهُ
فكأنما الموتُ الولاءُ
أنا لستُ نداً للكتابِ
كأنَّ لي ثأراً قديماً بالثقافةِ
لا أعيرُ الفنَّ .. أكرههُ
ويرفعني العداءُ
.
قالتْ : أظنكَ تاجراً مستأسداً بالمالِ
تتبعكَ الصحافةُ في الأزقةِ
كي تقولَ كما يقول الأثرياءُُ
فقلتُ هل أبدو لديك محارباً في الأرضِ
ألهثُ في الصباحِ وفي المساءِ
ولا يكلُّ بيَ العناءُ
لا أجمعُ الأموالَ للموتى
أنا ابن قبيلةِ الموتى
فلم يخلدْ نبيٌّ قبلنا
كيما يخلِّدَنا الرخاءُ
و أنا سليلُ الميتينَ
شقيقُ من ماتوا
وجدُّ الميتينَ وجارُهمْ
هابيلُ أولنا ولا ندري الأخيرُ متى سيتبعهُ الرثاءُ
.
قالت : أحسُّكَ تنتمي للفنِّ
للتمثيلِ للمتصوفينَ
المنذرينَ حياتَهُم للفنِّ للمتهالكينَ
فأينما ذهبوا أضاؤوا
قلتُ لا هذي ولا هذي وصلتِ وليتني
قدَّمْتُ شيئاً للحياةِ
فقد طغى التمثيلُ في فنِّ السياسةِ
لستُ مِهراجا ولست ُمهرجاً
كيما أبررَ ما يقالُ لمن يشاءُ
قالتْ : مذيعٌ نشرةَ الأخبارِ ؟
هل أنت المراسلُ ..؟ قلتُ : لا
لا أقرأ الأخبارَ مبتسماً
وأمتنا بلاءٌ فوق هامتهِ بلاءُ
وأرى ورودَ الموتِ والأقصى يئنُّ وأدَّعي
عِلـمَ النحاة ِ وما تسطرهُ الخِطابةُ
كلُّ متسعٍ تضيقهُ الدماءُ
وأقول عن بغدادَ هادئةٌ
وبعضُ الموتِ في الأقصى ولا أبكي
أمامَ الناسِ لا أبكي لينصفَني البكاءُ
أنا لستُ ذاكَ
تباعدَ الشبه ُ المشبهُ بيننا
كالأرضِ إن جاءَ المقـارَنُ
لا تشابهها السماءُ
قالتْ : رأيتكَ قبل هذا اليومِ
لا أدري ..
ولكني رأيتكَ صورةً أخرى
توشِّحها العذوبةُ والحياءُ
هل زرتَ ” روما ” مرة ً
هل كنتَ في ” باريسَ ” تحملُ دفتراً
ما عدتُ أذكرُ إنما
ما زلتُ أذكرُ كان يجمعنا مساءُ
قلتُ استعيدي ذكرياتِ الأمسِ
عودي ..
فالحنينُ وصيّةُ العشاقِ إن عَـثـرَ اللقاءُ
قالتْ : وما شأني وشأنُ العاشقينَ بحالنا
قالت وأذكرُ أنني يوما …
فقلتُ حبيبتي
إني قتيلكِ لا يفارقني الوفاءُ
إني جريحكِ كنتُ من عشرينَ مرَّتْ رائعاً
أشدو إلى كل الدروبِ
أقولُ أغنيتي
ويحملني اعتلاءُ
وغدوتُ بعدكِ شاعراً
شكراً لما صنعتْ يداكِ
وألف شكرٍ مرةً أخرى
لِـما صنعَ الجفاءُ
اقرأ أيضاً
سألت قريشا فقد خبروا
سَأَلتُ قُرَيشاً فَقَد خَبَّروا وَكُلُّ قُرَيشٍ بِكُم عالِمُ فَقالَت قُرَيشٌ وَلَم يَكذِبوا وَقَولُ قُرَيشٍ لَكُم لازِمُ عَبيدٌ قُيونٌ…
ألا قبح الرحمن داحة أمردا
ألا قبّح الرحمنُ داحةَ أمردا أراد اقتداءٌ بالرقاشيّ فاقتدى ترنّمُ بالأزجالِ حين نحتّهُ ولو نكتهُ في الجوفِ يوما…
علم أهل القلوب عين القواليب
عِلمُ أَهلِ القُلوبِ عَينُ القَواليبِ تَراهُ عُيونُ أَهلِ القُلوبِ وَسِواهُم مُقَيَّدٌ بِصَلاحٍ لِمُريبٍ في قَولِ كُلِّ أَريبِ
مغاني الشعب طيبا في المغاني
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ مَلاعِبُ…
تحد
شُدّوا وثاقي وامنعوا عني الدفاتر والسجائرْ وضعوا التراب على فمي فالشعر دمُّ القلب.. ملح الخبز.. ماءُ العينِ يكتب…
إن ابن عمار عزير العالم
إن ابن عمار عُزيرُ العالمِ قد أخرجتْهُ من تراث آدمِ عُصبةُ سوْء فهو كالمُراغمِ ليس بِمَمنوحٍ ولا مُقاسِمِ…
لو كان لريح نكهته هبوب
لَو كانَ لِريحِ نَكهَتِهِ هُبوبُ لَأَوشَكَتِ الجِبالُ لَها تَذوبُ إِذا ما عابَ ضِرسُ أَبي عَلِيٍّ فَلَيسَ يُطيقُ يَقلَعُهُ…
لهفي على عيش مضى
لهفي على عيش مضى ما ذقت أحلى منه شي لما ذكرت عهوده جرت الدموع وقلت أي