اللَّيْلُ يَا صاحِبَيَّ مُنْطَلِقُ
يُقَادُ زَحْفَاً وَمَا بِهِ رَمَقُ
غَمَّضَ دُونَ الغُرُوبِ كَوْكَبُهُ
إِذْ شَفَّهُ طُولَ لَيْلِهِ الأَرَقُ
وَرَقَّ جِدّاً رِدَاءُ ظُلْمَتِهِ
فَهْوَ عَلَى مِنْكَبِ الرُّبَى خَلَقُ
تَأَمَّلاَ الغَرْبَ كِيْفَ قَابَلَهُ
شَرْقٌ بِتَوْرِيْدِ فَجْرِهِ شَرِقُ
فَاصْطَبَحَاهَا عَلَى مُفَوَّفَةٍ
بَاتِ لَهَا بِالْقِطَارِ مُغْتَبَقُِ
رَوْضٌ غَرِيْقٌ وَبُكْرَةٌ ضَحِكَتْ
عَنْ أُفُقِ بِالْبُرُوقِ يَحْتَرِقُ
وَلَيْسَ لِلْقُرِّ غَيْرُ صَافِيَةٍ
تَدْفَعُ مَا لَيْسَ يَدْفَعُ الدُّلَقُ
دِرْيَاقُ أَفْعَى الشِّتَاءِ وَهْيَ إِذَا
سَلَّ عَلَيْنَا سُيُوفَهُ دَرَقُ
جَازَتْ مَدَى الفِكْرِ فِي الصَّفَاءِ فَلَوْ
مَازَجَهَا الوَهْمُ مَسَّهَا رَنَقُ
وَعَصْفَرَتْ رَاحَةَ المُدِيْرِ كَمَا
عَصْفَرَ جَيْبَ الدُّجُنَّةِ الشَّفَقُ