كأْسٌ تدارُ عَلَى هوى الأحبابِ
شفة تعللُ راشفاً برضاب
وَلها وَللإبريقِ حين تناجيا
لغوٌ وَقهقهةٌ وَهمس خطاب
بعثتْ بأحلام تجددُ صبوتي
وَبذكرياتٍ للشباب عِذاب
فوجدتني ملآن من مرحٍ بها
والعجبُ والخيلاءُ ملءَ إهابي
عادتْ بي الذكرى إلى عهدِ الصِبا
فكأنَّها ردَّتْ عليَّ شبابي
وَصبيحةٍ تختال في بردِ الصِبا
والحسن سوداء الفروع كعاب
قالت وَقد رأتِ المشيبَ بلمَّتي
لوددتُ لو أنَّ البياضَ خضابي
فالبحرُ في إزباده والغصنُ في
إزهارِه أدعى إلى الإعجاب
بتنا عَلى حكم الكؤوسِ وَطالما
قَدْ عوَّدتنا منَّةَ الوهّاب
وَهبتْ لبعضٍ بعضنا وَترفَّقتْ
وَتعفَّفتْ إلاّ عن الأَسلاب
كنا نعدُّ كؤوسنا حتى إذا
كثرتْ شربناها بغيرِ حساب
وَبدا لنا أن الشفاهَ وَرشفَها
أَروى عَلى ظمإِ من الأكواب
ما زال من عَرَقِ العناقِ وَطيبه
بعد التفرُّقِ عقبةٌ بثيابي