لاح في جنح الظلام

لاحَ في جنحِ الظلامِ

بارقٌ شبَّ غرامي

يخطف الأبصارَ بلْ

يخلبُ لبَّ المستهام

من رأى رايةَ نورٍ

في أهاضيب الغمام

خَفَقَ القلبُ لها إذْ

خفقتْ ذات اضطرام

لمحةٌ منه رمتْ

قلبَ المعنّى بسهام

لا تكن إذْ أقصدته

رميةً من غير رام

أتراه خُلَّباً

يومض في غيثٍ جهام

لم تشمه العينُ إلاّ

فاضَ دمعي بانسجام

ما عَلى من شقَّ ثو

بيه هياماً من ملام

يا رياحاً حملتْ

أردانُها ريّا الخزام

بردُ أنفاسكِ ما

زاد الجوى غير ضرام

هل لنارِ القلبِ مِنْ

نفحةِ بردٍ وَسلام

ربَّ طيفٍ ماثلٍ

في يقظتي أو في منامي

يتراءَى عَنْ يميني

وَشمالي وَأمامي

كلُّ شيءٍ ما خلاه

“باطلٌ؛ دون مرامي”

ذكره روحي وَرَيْحا

ني وَكأْسي وَمدامي

وَله نسكي ونذري

وَصلاتي وَصيامي

أيها الخمّارُ زدني

فصريعُ الكأْس ظامي

كأْسُكَ الأُولى تمشَّتْ

في عروقي وَعظامي

وَرضيعُ الكأْسِ يستعب

رُ من خوفِ الفطام


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كأْس تدار على هوى الأحباب

المنشور التالي

من وراء السحب فوق البح

اقرأ أيضاً