هَلْ في البكاءِ عَلَى ما فاتَ منْ حرَجِ
فذكرُه هَاجَ وَجْداً كان مدفوعا
ليكثر الصَّب مِنْ ذكرى أَحبَّتِهِ
فالذِّكْرُ ما زال بِالتَّقريبِ مقرونا
إِلاَّ الشَّبابَ فلا يلوي، وَذاكرُهُ
مِمّا يُكابدُ لا ينفَكُّ محزونا
وَرُبَّ ناعِمَةٍ باتتْ تُعِّيرُني
في الرَّأْسِ شيباً وفي الخدَّين تغضينا
وَصرتُ أُدْعى لها عماً وَلستُ به
وَقَدْ تعوَّدتُ أَنْ أُدْعى أَخاً حينا
لوافِحٌ مِنْ مُصيباتِ الزَّمانِ لَقَدْ
لوَّحنَ وَجهي وَزنَّ الخُلق تحسينا
كُرّي بِطرفِك في وجهي تري أَثراً
منَ النّضارَةِ في التغضينِ مكنونا
ولا تُراعي لإِيماضِ المشيبِ فَلمْ
أُعدَّ بعدُ سوى خَمسٍ وَعشرينا
تبسَّمَ الشَّيْبُ في فودِيَّ عن أدَبٍ
غَضٍّ وَرَأْي امرىءٍ ما كان مَأْفونا
لي منه ميسمُ إِجلالٍ وتكْرمَةٍ
إِنْ كان ميسمُ غيري الخِزْيَ والهونا
كأَنَّما الشعراتُ البيضُ إِذْ سَطعتْ
شُهُبٌ لقدْ رجِمتْ دوني الشَّياطينا
إنَّ الشَّيبةَ نارٌ إنْ خبتْ تركَتْ
مِنَ المشيبِ رَماداً ثابتاً فينا