إني بلا مُهلةٍ أقول في مَهَلٍ
ما لي وما للهوى عني بلا شُغُلِ
إن قلت عنه أفرُّ جاء من أَمَمٍ
أو قلت صدَّ صُدوداً كرَّ عن عجلِ
أو سُلَّماً في السما ابتغيتُ أو نَفَقاً
في الأرض إن لم يجىءْ ضحىً مع الطَّفَلِ
نعمْ ولا يسلونَّ القلبَ إن عَدا
إذ يسمعنَّ كلام الفصل لا الهزلِ
وذاك حقٌّ به سَلْوانُ أجمع ما
ذوي الهوى عن هوى كالبدر معتدلِ
ذاك الكلام الذي الكِلام يبرئها
والفتق يرتقه وحلية العطل
ذاك الكلام الذي الأحلام حاسرةٌ
والحُلم والحِلمُ عنه جلَّ عن خطلِ
ذاك الكلام الذي باقٍ له القِدم
شافي الظهور وباطن بلا مثل
هو الذي زان من يتلو وقرَّبه
وقُربُهُ أبداً لله والرّسُلِ
هو الذي شانئُهُ شان بُعدُهُمُ
في المُرْه والوُطْفِ عند الأعين النُّجلِ
هو الدليل هو البرهان عُرْوَتُهُ
وُثقى فمستمسك به بمتصل
ذكرٌ حكيمٌ صراطٌ مستقيمُ هدىً
وغيره من هدى هداه في ضللِ
يرنو لقارئه بعين رحمته
يدنو به أبداً بغير منفصلِ
يدنيه للحضرة العُليا ويكرمه
بمقعد الصِّدق عند مالك الأملِ
يُضيئه بالهدى قلباً وقالبه
والنور في قبره مصباح محتفلِ
وفيه أنباء ما من قبلنا وبه
أنباءُ ما بعدنا وبيننا وَجَلِ
لا منه يشبع عالمٌ ولا خَلَقٌ
مع كثرة الرَّدِّ عُجْبٌ منه لم يزلِ
ولا تزيغ به الأهوا ولا لُسُنٌ
يَرى التباساً به أو داعي المللِ
ومن يقل صادقاً به ومن عملا
يُؤْجَرْ ويُنصرْ لدى قولٍ وفي عملِ
فيه البلاغُ لقومٍ كان هَمُّهُمُ
عبادةُ الله من حافٍ ومُنْتَعلِ
ليس الغِنى دونه والفَقْرُ لا مَعَهُ
وشافعٌ قائدٌ لجنَّتين علِ
هذا ولو كان ألسن الخلائق لي
وعلمها والعقولُ الدَّهرَ ذا نَفَلِِ
في مدحه لم يكن معشاره بلغا
كُلي وأحرى ببعض البعض في كَلَلِ
أنَّى وقد قيل ما فرَّطت فيه ولا
بمثله يأتِيَ الورى ذوو الخَولِ
وكيف منه الحيا إلا الحياة به
إنزال غيثٍٍ به إكثار ذا الوشل
وكيف وهو كلام الله جلَّ علا
ومن أضيف إلى الكمال ينكملِ
إني عبيد إله الخلق أجمعهِِ
وهو الوسيلة لي والحبل ذو الجدلِ
قنعت فيه ولا قنعت ذا كبدٍ
حَرَّا ولا أقنَعَنْ بغير ما الرَّتَلِ
وإنني لغمار المجد أطلبه
والنصر والعز بازدياد مُنكَمِلِ
وزد بأكمل ما الصلاة مستلماً
على الذي مُنْزَلٌ عليه في النّزلِ