إذا كان السلامُ هدنةً بين حربين, فإنَّ
للموتى حقَّ الإدلاء بأصواتهم : سنختار
الجنرال . وإذا كانت الحرب حادثةَ سيرٍ
وقعت على الأوتوستراد السريع , فإنَّ على
الأحياء واجب الإدلاء بأصواتهم : سنختار
الحمار . لكن الأحياء لم يذهبوا إلى
صناديق الاقتراع , لا لأن الثلج كان يندف ,
بل لأن شللاً مفاجئاً النوافذ رأوا عناكب
تبني بيوتها في الثلج , فأصيبوا بالعمى . وحين
أرهفوا السمع إلى ما يحدث , هبَّت عواصف
لا عهد لهم بأصواتها الوحشية , فأصيبوا
بالصمم . وقال المنجمون : هي فوضى الكون
على باب القيامة . ومن حُسْن حظنا أو
من سوئه , أن المؤرخين الأجانب الخبراء
في مصائرنا وتاريخيا الشفهي لم يكونوا
هنا , فلم نعرف ما حلَّ بنا !
اقرأ أيضاً
ألا من مبلغ أسدا رسولا
ألا مَن مبلغٌ أسداً رسولاً متى شهِدَ الندىَ فما أغيبُ وعوفٌ منهُمُ أربي فعوفٌ عيونُ خُزَيمةٍ وهم القلوبُ…
جهاد هوى لكن بغيري ثوابي
جِهَادُ هَوىً لَكِنْ بِغَيْرِي ثَوَابي وَشَكْوَى جَوىً لَكِنْ بِغَيْرِي جَوَابِي وَعُمْرٍ تولى في لَعَلَّ وَفي عَسى وَدَهْرٍ تَقَضَّى…
يا ليت شعري حين فارقتكم
يا ليت شعري حين فارقتكم هل أخذ البصري في حَطْمي أم هلْ حماهُ غيبتي سيدٌ يحْمي إذا ما…
وليس نسيم المسك ريح حنوطه
وليس نسيم المسك ريح حنوطه ولكنه ذاك الثناء المخلفُ وليس صرير النعش ما تسمعونه ولكنه أصلاب قوم تقصَّفُ
السراب الخؤون والصحراء
السراب الخؤون والصحراء والحيارى المشردون الظماء وليالٍ في إثرهن ليالٍ سنة أقفرَت وأخرى خلاء قلّ زادي بها وشح…
إذا باهلي تحته حنظلية
إِذا باهِلِيٌّ تَحتَهُ حَنظَلِيَّةٌ لَهُ وَلَدٌ مِنها فَذاكَ المُذَرَّعُ ذِراعٌ بِها لُؤمٌ وَأُخرى كَريمَةٌ وَما يَصنَعُ الأَقوامُ فَاللَهُ…
أيا دهر ما هذا لنا منك مرة
أيا دَهر ما هذا لَنا مِنكَ مرة عَثَرت فَاِقصَيت الحَبيب المُحببا وَاِبدَلتَني من لا احب دنوَه وَاِسقَيتَني صَبا…
إني لأحمد ناظري عليكا
إِنِّي لأَحمَدُ ناظريَّ عَلَيْكا حَتَّى أَغُضَّ إِذا نَظرْتُ إِليْكَا وأَرَاكَ تَخطِرُ شَمَائِلِكَ الَّتِي هي فِتْنَتي فأَغَارُ مِنكَ عَلَيْكَا…