إن عُدْتَ وَحْدَكَ’ قُلْ لنفسك:
غيَّر المنفى ملامحه….
ألم يفجعْ أَبو تمَّام قَبْلَكَ
حين قابل نفسَهُ:
((لا أَنتِ أَنتِ
ولا الديارُ هِيَ الديارُ))…
ستحمل الأشياءُ عنك شعورَكَ الوطنيَّ:
تنبتُ زهرةٌ بريّةٌ في ركنك المهجورِ/
ينقُرُ طائرُ الدوريّ حَرْفَ (( الحاء))،
في اسمكَ,
في لحاء التِّينَةِ المكسورِ/
تلسَعُ نَحْلَةٌ يَدَكَ التي امتدَّتْ
إلى زَغَبِ الإِوزَّةِ خلف هذا السورِ/
أَمَّا أَنت،
فالمرآةُ قد خَذَلَتْكَ،
أنْتَ… ولَسْتَ أنتَ، تقولُ:
((أَين تركت وجهي؟))
ثم تبحثُ عن شعورك، خارج الأشياءِ،
بين سعادةٍ تبكي وإحْبَاطٍ يُقَهْقِهُ…
هل وجدت الآن نفسك؟
قل لنفسك:عُدْت وحدي ناقصاً
قَمَرَيْنِ،
لكنَّ الديارَ هي الديار!
اقرأ أيضاً
ومن أيامنا يوم عجيب
وَمِن أَيَّامِنا يَومٌ عَجِيبٌ شَهِدناه بِأَقرِيَةِ الرِداعِ فَلَمّا أَن تَلاَقَينا ضُحَيّاً وَقَد جَعَلُوا المِصاعَ عَلى الذِراعِ هُما فَتنَانِ…
لعمري لئن أمسى من الحي شاخصا
لَعَمري لَئِن أَمسى مِنَ الحَيِّ شاخِصا لَقَد نالَ خَيصاً مِن عُفَيرَةَ خائِصا إِذا جُرِّدَت يَوماً حَسِبتَ خَميصَةً عَلَيها…
ويتيمة من كرمها ومديمها
ويتيمةٍ من كَرمها ومُدِيمِها لم يُبْقِ منها الدهرُ غيرَ صَميمِها لطُفتْ فقد كادتْ تكون مُشاعةً في الجو مثلَ…
ورب حبال كنت أحكمت عقدها
وَرُبَّ حِبالٍ كُنتُ أَحكَمتُ عَقدَها أُتيحَ لَها واشٍ رَفيقٌ فَحَلَّها فَعُدنا كَأَنّا لَم يَكُن بَينَنا هَوىً وَصارَ الَّذي…
أفي مستهلات الدموع السوافح
أَفي مُستَهِلّاتِ الدُموعِ السَوافِحِ إِذا جُدنَ بُرءٌ مِن جَوىً في الجَوىًنِحِ لَعَمرِيَ قَد بَقّى وَصَيفٌ بِهُلكِهِ عَقابيلَ سَقمٍ…
قالوا نزعت ولما يعلموا وطري
قالوا نَزَعتَ وَلَمّا يَعلَموا وَطَري في كُلِّ أَغيَدَ ساجي الطَرفِ مَيّاسِ كَيفَ النُزوعُ وَقَلبي قَد تَقَسَّمَهُ لَحظُ العُيونِ…
قالت غلالته القصب لما تثنى وانتصب
قالت غُلالتُهُ القَصَبْ لما تثنَّى وانتصَبْ مالي جَنيتُ جنايةً حتى صُلبتُ على الخشبْ