لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى،
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا
شمال ولا جنوب. “يهاجرون” من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت:
“لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة”…
“يسافرون” من الصباح السندسي الى
غبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ:
“لا تتذكري من بعدنا
إلا الحياة”
و”يرحلون” من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ:
“لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا”!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى… ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية… لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم،
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك:
“لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة”…
اقرأ أيضاً
الشقيقتان
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي شرفات الظن، ميعادي معه أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟ إن بي وجدا…
إن المصيبة إبراهيم مصرعه
إِنَّ المُصيبَةَ إِبراهيمُ مَصرَعُهُ هَدَّ الجِبالَ وَكانَ الرُكنُ يَنفَرِدُ بَدرُ النَهارِ وَشَمسُ الأَرضِ نَدفِنُهُ وَفي الصُدورِ حَزازٌ حَزُّهُ…
إذا كان عقبى ما يسوء التصبر
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ فتَعْجِيله عند الرَّزِيّة أَجْدَرُ وغايةُ أحزانِ النفوسِ سُلوُّها فأَوْلَى بها تَقْديُمه وهْي…
كم بالورى من خبيث الذات أعلمك
كم بالورى من خبيث الذات أعلمك يبدي المودة وقصده ينغمس معلمك وإن عجز يصفيك وإن قدر يظلمك تطيب…
وقوريح عتد أعد لنيه
وَقُوريحٍ عَتَدٍ أُعِدَّ لِنيِّهِ لَبنُ اللُقوحِ فَعادَ مِلءَ حِزامِه وَهبَ الوَليدُ بِسَرجِها وَلِجامِها وَكَذاكَ ذاكَ بِسَرجِه وَلِجامِهِ أَهدى…
لقد ناحت بنو كركور لما
لَقد ناحَت بَنو كَركور لَمّا غَدا أَنطونُ في طَيِّ الرِّجامِ كَريمٌ كانَ للتقوى مِثالاً وَفعلِ الخَيرِ ما بَينَ…
ألم تر أيها الملك المرجى
أَلَم تَرَ أَيُّها المَلِكُ المُرَجّى عَجائِبَ ما رَأَيتُ مِنَ السَحابِ تَشَكّى الأَرضُ غَيبَتَهُ إِلَيهِ وَتَرشُفُ ماءَهُ رَشفَ الرُضابِ…
لقد فتكت أسابرنا وأضحت
لقد فتكت أسابرنا وأضحت من الحجلات تخترق السفينه نضت أجناحها بيضاً ومالت بوادي الحوش من تحت السفينه