أقامت على قلبي كفيلا من العهد

التفعيلة : البحر الطويل

أقامت على قلبي كفيلاً من العهدِ

يذكِّرني بالقربِ في دولة البعدِ

فقولا لواشيها وإن كان صادقاً

وفائي لها أحظَى ولو غدرتْ عندي

خليليَّ ما للرّيح هبّت مريضةً

هل اجتدتِ البُخَّالَ أم حَمَلتْ وجدي

ضمنتُ من الداءين ما لا تُقِلُّه

على طرحها الشمُّ الهضابُ من الصَّلدِ

حنينٌ ولكن مَن لِشملي بجامع

ومدُّ يدٍ لكن مَنِ الرَّجُلُ المُجدِي

فلا حُبَّ بل لاحظَّ نالك حظُّه

قد اشترك الأحبابُ والحظ في الصدِّ

وسَمَّى زماني طولَ صبري تجلُّداً

عدمتك ما أبقيتَ بعدِيَ للجَلْدِ

كما ذَمَّ مَنْ قبلي ذممتُك عالماً

بأنك موقوفٌ على الذمِّ مِن بعدِي

ولكن تجاوَزْ لي بصَرفك ماجداً

إليه إذا جارتْ صروفُك أَستعدي

إذا الصاحبَ استنجدتهُ فوجدتُهُ

فَرُعْنِيَ فيمن غيره شئتَ بالفقدِ

وإن مرَّ في الأحباب عيشٌ بغيره

فحسبي بعلم اللّه في ذاك والحمدِ

وما أعرفُ الممدوحَ لم يَجزِني به

إذا قلتُ خيراً إنَّ ذلك بالضدِّ

أحقُّهم عندي بما قمتُ مثنياً

أعدِّده مَنْ فات إحسانهُ عَدِّي

فإن تكن الأيّام أجدبن مرتعي

لديه وكدّرن الزلالة من وِردي

أقولُ لآمالي وأخشى قنوطَها

ركوبُكِ ظهرَ الصبر أدنَى إلى الرشدِ

تُطار فلولا وجهُ سعدِك لم يكن

سِراجُك في الظلماء نجمَ بني سعدِ

أبا القاسم امنحني سمعتَ استماعةً

وقِفْ بي من استبطاء حظّي على حدِّ

سخوتُ بشعري قبلَ مدحك لاقياً

بِسَبطِ كلامي كلَّ ذي نائلٍ جعدِ

إذا قلتُ أين الجودُ أنشد بخله

محا الدهرُ ربعاً بالمشَقَّرِ من هِندِ

تعابُ لديه الشمسُ بالنور حُجّةً

على منعه والماءُ في القيظ من بَرْدِ

وفاضت وهم يُبْس بحارُك بينهم

فياليت شعري ما لجودك ما يُعدي

وقد كان لي في الشعر عندك دولةٌ

ولكن قليلٌ مُكثُها دولةُ الوَرْدِ

أظلُّ وما في عاشقيك محقَّقٌ

سواي أقاسي الهجرَ من بينهم وحدي

فلمْ أنت رَاضٍ لي وللمجد وقفةً

تزَاحَمَ دمع اليأس فيها على خدِّي

وما غيرُ تأميلي بديني قضاؤه

فكم أتقاضاه وأنحتُ من جِلدي

عسى يقف الإنجاز بي عند غايةٍ

تريح فلي حَولٌ أُجَرُّ على الوعدِ

تساويفُ وفَّاها المِطالُ حدودَه

فعجِّل لها الإنجازَ أو جَبهة الرَّدِّ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إذا صاح وفد السحب بالريح أوحدا

المنشور التالي

أتكتم يوم بانة أم تبوح

اقرأ أيضاً