يا ديار الحي من جنب الحمى
عدتِ ظنّاً بعد ما كنتِ حقيقَهْ
أخذ الدهرُ قشيباً رائقاً
من مغانيكِ وأعطاكِ سُحوقَهْ
فلئن كنت عدوَّ العين من
بعدهم إنكِ للقلبِ صديقَهْ
خلتُ لمّا لم أطق حمل النوى
أن تلك الدمنَ الصمَّ مطيقَهْ
لم أكن أعلم حتى نحلَتْ
كنحولي أنها مثلي مشوقَهْ
أين جيراني بها لهفي بهم
لهفة سكرتُها غيرُ مفيقَهْ
وظباءٌ بالحمى ناشطةٌ
ظنَّها السحرُ رجيماتٍ ربيقَهْ
شام أصحابي على كاظمةٍ
عارضاً يحمل وطفاءَ دَفوقَهْ
فتماروا ثم قالوا وقفةً
علَّه يطرحُ بالنَّعفِ وُسُوقَهْ
قلت أمّا إن فعلتم فاحبسوا
ودعوا نِضويَ يمضي وطريقَهْ
لم تقصِّر بي مجاري أدمعي
فأَرُود الغيثَ أستبكي بروقَهْ
وبذاك الجوّ إن أدركتُهُ
ليَ قلبٌ سابِقٌ أبغي لُحوقَهْ
وهلال لا ومن أغربه
وهُوَ المالكُ أن يَقضِي شُروقَهْ
ما ظننت الرشفَ محظور اللمى
حظرَه الخمرةَ حتى ذقتُ ريقَهْ
يا لواة الدين عن ميسرةٍ
كيف للمعسر أن ينسَى حقوقَهْ
أَلِمَا أبصرتُمُ من ولهي
والنوى تغشمني قلتم فَروقَهْ
كيف لا تُشفِقُ من بينكُمُ
مهجتي وهي من الموت شفيقَهْ
اُرفُقوا يا ربما ذاق الهوى
واثقٌ من قسوة ألا يذوقَهْ
واقسموا قلبيَ فيما بيننا
لي فريقٌ وخذوا أنتم فريقَهْ
ما على دهر سقى لي سَجلُهُ
نُطَفاً من عيشة الدنيا الرقيقَهْ
حيثُ أيامي ملوكٌ كلُّها
ومن الأيَّام أملاكٌ وسُوقَهْ
وفتاةُ العمر بيضاءُ الطُّلى
وردةُ الخدَّين سوداءُ العقيقَهْ
ولحاظ المقَلِ المرضَى التي
تنصُلُ اليوم وتنبو بي عَلوقَهْ
في ظلالٍ للصِّبا سابغةٍ
وغصونٍ للأمانيّ وريقَهْ
لو ثنى لي راجعاً من عِطفه
لا ولكن ساعةٌ منه أنيقَهْ
زمنٌ أمكنني من رأسه
فتعسَّفتُ به غير الطريقَهْ
لانَ في كفّي فأرخيتُ له
فمضى كالسهم لم أملك مُروقَهْ
إن يكن متعةَ دنيا فارقت
فعلى الشيمة نفسي والخليقَهْ
لا يدي تُعطى على الهون ولا
نَخَواتي بعصا الضيم مَسوقَهْ
أنا ذاك العضبُ لا تمنعه
قلّة التصميم في يوم الحقيقَهْ
وقُوى كفّيَ معقودٌ لها
بابن أيوبَ علاقاتٌ وثيقَهْ
الفتى كلّ الفتى إن خذلت
أختَها الكفُّ وذمّ السهمُ فُوقَهْ
وأخو الليلة نهّاضٌ إذا
ما استَهَبَّتْهُ الملمّاتُ الطَّروقَهْ
لُذْ به واندبه للجُلَّى ولا
تخش من غفلة عذرٍ أن تعوقَهْ
يُخرجُ الصلَّ إلى حاجاته
راقياً في كلّ زلّاءَ زليقَهْ
وإذا رابتك من خُلْقِ أخٍ
هفوةٌ تخلِطُ بالبرِّ عُقوقَهْ
فعليكَ السهلَ من أخلاقِهِ
فتضوَّعْ مسكَه واشربْ رحيقَهْ
من رجالٍ سبقُوا في مَهَلٍ
وخَدانَ النجمِ سيراً وعنيقَهْ
وانتضوا من طبع أيمانهمُ
كلَّ عضبٍ يأمن الجفنُ دُلوقَهْ
فِقَرٌ تحملُها موقَرةً
صحفٌ لِقحتُها الدُّهْمُ المُليقَهْ
كلّ بيضاءَ سمينٌ متنُها
ضمَّنَتها السحرَ هيفاءُ دقيقَهْ
فإذا الأوجه غطّت لونها
غَبْرةٌ واستخلفَ الورسُ خُلوقَهْ
شهد الحربَ سُفوراً منهمُ
غلمةٌ تحت قَتام النقع روقَهْ
بأكفٍّ كالظبا مصقولة
ووجوهٍ كالدنانير عتيقَهْ
وإذا الليلةُ ماتت نارُها
واستلان الكلبُ بالأرضِ لُصوقَهْ
فطوى الراعي على أضلاعه
كشحَه واستعدَتِ الشُّعْرَ الحليقَهْ
برزت تَفهقُ في أبياتهم
كلُّ جوفاءَ من الشِّيزَى عميقَهْ
لا يبالي عاقرُ البدن لها
أيّها الواجبةُ الجنبِ الشريقَهْ
نِلتَهم طولاً وزيَّدتَ فما
شُقَّ نقعٌ لم تكن أنت سَبوقَهْ
طلبوا مثلك فاستنُّوا قَرىً
من أبان يستبيضون أَنوقَهْ
كنتَ فيهم واحداً ليس له
من أخٍ لكن له الشمسُ شقيقَهْ
كم لإسعادك عندي من يدٍ
سَبغت ظلّاً ووجهي والوديقَهْ
ألْحفتْ حاليَ منها نعمةٌ
نعمةُ المزنةِ تنثوها الحديقَهْ
لم يخَرِّق زمني في جانبٍ
لِيَ إلاّ قمتَ نصَّاحاً خُروقَهْ
فخليلٌ فاسدٌ أصلحته
وقريضٌ كاسدٌ نفَّقتَ سوقُهْ
فابق لي ما هتفت باكيةٌ
شجوَها أو حنَّ فحلٌ لطروقَهْ
سامعاً كلَّ بعيدٍ صيتُها
تنفض الأرض ولو كانت سَحوقهْ
عَبْلةَ المعنَى وإن صاغ لها
طبعُها للعرْبِ ألفاظاً رشيقَهْ
تدَعُ العِرضَ إذا ديفت به
عِترةً تنسب دارين فتيقَهْ
يحمل النيروزُ منها تحفةً
هي أن يُحمدَ مُهديها خليقَهْ
فِعلُها في الوجهِ أن تبسطَهُ
جَذِلاً والصدرِ أن تَفْرِجَ ضِيقَهْ