هو البين حتى ما تأنى الحزائق

التفعيلة : البحر الطويل

هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ

وَيا قَلبِ حَتّى أَنتَ مِمَّن أُفارِقُ

وَقَفنا وَمِمّا زادَ بَثّاً وُقوفُنا

فَريقَي هَوىً مِنّا مَشوقٌ وَشائِقُ

وَقَد صارَتِ الأَجفانُ قَرحى مِنَ البُكا

وَصارَ بَهاراً في الخُدودِ الشَقائِقُ

عَلى ذا مَضى الناسُ اِجتِماعٌ وَفُرقَةٌ

وَمَيتٌ وَمَولودٌ وَقالٍ وَوامِقُ

تَغَيَّرَ حالي وَاللَيالي بِحالِها

وَشِبتُ وَما شابَ الزَمانُ الغُرانِقُ

سَلِ البيدَ أَينَ الجِنُّ مِنّا بِجَوزِها

وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ

وَلَيلٍ دَجوجِيٍّ كَأَنّا جَلَت لَنا

مُحَيّاكَ فيهِ فَاِهتَدَينا السَمالِقُ

فَما زالَ لَولا نورُ وَجهِكَ جُنحُهُ

وَلا جابَها الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ

وَهَزٌّ أَطارَ النَومَ حَتّى كَأَنَّني

مِنَ السُكرِ في الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ

شَدَوا بِاِبنِ إِسحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت

ذَفارِيَها كيرانُها وَالنَمارِقُ

بِمَن تَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى

عَلَيها وَتَرتَجُّ الجِبالُ الشَواهِقُ

فَتىً كَالسَحابِ الجونِ يُخشى وَيُرتَجى

يُرَجّى الحَيا مِنها وَتُخشى الصَواعِقُ

وَلَكِنَّها تَمضي وَهَذا مُخَيِّمٌ

وَتَكذِبُ أَحياناً وَذا الدَهرِ صادِقُ

تَخَلّى مِنَ الدُنيا لِيُنسى فَما خَلَت

مَغارِبُها مِن ذِكرِهِ وَالمَشارِقُ

غَذا الهِندُوانِيّاتِ بِالهامِ وَالطُلى

فَهُنَّ مَداريها وَهُنَّ المَخانِقُ

تَشَقَّقُ مِنهُنَّ الجُيوبُ إِذا غَزا

وَتُخضَبُ مِنهُنَّ اللُحى وَالمَفارِقُ

يُجَنَّبُها مَن حَتفُهُ عَنهُ غافِلٌ

وَيَصلى بِها مَن نَفسُهُ مِنهُ طالِقُ

يُحاجى بِهِ ما ناطِقٌ وَهوَ ساكِتٌ

يُرى ساكِتاً وَالسَيفُ عَن فيهِ ناطِقُ

نَكِرتُكَ حَتّى طالَ مِنكَ تَعَجُّبي

وَلا عَجَبٌ مِن حُسنِ ما اللَهُ خالِقُ

كَأَنَّكَ في الإِعطاءِ لِلمالِ مُبغِضٌ

وَفي كُلِّ حَربٍ لِلمَنِيَّةِ عاشِقُ

أَلا قَلَّما تَبقى عَلى ما بَدا لَها

وَحَلَّ بِها مِنكَ القَنا وَالسَوابِقُ

سَيُحيِ بِكَ السُمّارُ ما لاحَ كَوكَبٌ

وَيَحدو بِكَ السُفّارُ ما ذَرَّ شارِقُ

خَفِ اللَهَ وَاِستُر ذا الجَمالَ بِبُرقُعٍ

فَإِن لُحتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ

فَما تَرزُقُ الأَقدارُ مَن أَنتَ حارِمٌ

وَلا تَحرِمُ الأَقدارُ مَن أَنتَ رازِقُ

وَلا تَفتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ راتِقُ

وَلا تَرتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ فاتِقُ

لَكَ الخَيرُ غَيري رامَ مِن غَيرِكَ الغِنى

وَغَيري بِغَيرِ اللاذِقِيَّةِ لاحِقُ

هِيَ الغَرَضُ الأَقصى وَرُؤيَتُكَ المُنى

وَمَنزِلُكَ الدُنيا وَأَنتَ الخَلائِقُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وجدت المدامة غلابة

المنشور التالي

أي محل أرتقي

اقرأ أيضاً