أما حدثوكَ بأخبارها
وقد نزلَ البينُ في دارِها
ليالي امرؤِ القبسِ بينَ الخيامِ
يباهي السماء بأقمارِها
فما لكَ تذكرُ تلكَ الديارْ
ومالكَ تبكي لتذكارِها
وبينَ الضلوعِ قلوبٌ عفت
وضنَّ الغرامُ بآثارِها
قلوبٌ فزعنا بها للدموعِ
فما أطفأ الدمع من نارِها
تهزُّ لها الغانياتُ القدودَ
إذا ما تناجت بأسرارها
ألا فرعى الله تلكَ القصور
وحلى السماءَ بأنوارها
يبيتُ يحنُّ لها جارها
وإن لم تحنَّ إلى جارها
قصورٌ تدلُّ بأيامها
دلال الرياضِ بآذارها
إذا طلع الصبحُ حيتْ ذكاءُ
شموساً توارتْ بأستارها
تكادُ لرقةِ سكانها
تردُّ السلام لزوَّارِها
همُ علموها اجتذابَ القلوبِ
وشقَّ مرائرِ نظَّارها
وقد سامحتها خطوبُ الزمانِ
وضنتْ عليها بأكدارها
ودارتْ بمعصمها كالسوار
رياضُ تسامتْ بأسوارها
تحاكي المجرةُ أنهارها
وتحكي النجومُ بأزهارها
كساها الشتاءُ ثيابَ الربيعِ
وزرت عليها بأزرارها
إذا اعتلَ فيها نسيمُ الصباح
ناحتْ بألسنِ أطيارها
وإن طلبَ الظلُّ فيها الهجيرَ
تأبتْ عليهِ بأشجارها
وإن حلَّ الندامى فيها رأوا
لياليها مثل أسحارها
ودبَّ النسيمُ لعيدانهم
فباتت تنوحُ بأوتارها
وأنستهمُ معبداً والغريضَ
وشدو القيانِ بأشعارها
وأهل البضيعِ وذكرى حبيبٍ
وشد المطيِّ بأكوارها
سقتها السماءُ بما تشتهي
وجادتْ عليها بأمطارها